وهن البيوت تقويض للمجتمعات وهدم للدول
يظن البعض أن وهن بيت العنكبوت يكمن في وهن خيوطه , ولكن ثبت علمياً أن خيوط العنكبوت من أقوى الخيوط ( مقارنة بخيوط الفولاذ بنفس السمك ) ولكن الوهن في بيت العنكبوت هو وهن تشابك نسيجة ووهن بناءه، وكنتيجة فهو ضعيف في مواجهة العوامل البيئية الخارجية مثل: المطر والحر والبرد والشمس والأتربة واية مؤثرات اخرى. وقياسا على ذلك فأن المجتمعات التي تبني نفسها على منوال بيت العنكبوت تكون هشة سهلة الاختراق والدمار.
منظومة المجتمعات القوية منظومة متكاملة اذا اختل ركن فيها تداعى المجتمع ككل، فلا يمكن النظر الى الحياة الاجتماعية بمعزل عن الحياة الاقتصادية او بمعزل عن الحياة السياسية، واذا ما تداعى فلا يمكن لاي قوة ان تعيد بناءه، وبالتالي لن يكون قادرا على مواجهة التاثيرات الخارجية، لأن ضعفه متمكن فيه وكامن في اساساته، وما يلحقه من بناء انما يكون شكليا "هيكل بلا مضمون".
قد يغيب عن ذهن البعض ان الاوضاع الاقتصادية عوامل اساسية في بناء اي مجتمع، فهي اساس اما في رفعة المجتمع في حال تقدمها وعكس ذلك تصبح أداة نخر في المجتمعات عندما يتغلغل الفقر وتزداد البطالة فتختل الحياة الاجتماعية فيه بضياع القيم والاخلاق، ويشيع الفساد على جميع المستويات وتصبح الرذيلة منتشرة والغاية التي تبرر الوسيلة هي الحاكمة في العلاقات، ولذلك مردود مدمر على المجتمعات، التي هي اساس منعة الدول وقوتها.
أصبحت حياة المواطن العربي تميل الى حياة الضنك ان لم يصبح غالبيتهم يعيشها، فشاع الفساد وتحول الى ظاهرة، وأصبح كل فرد يعيش لنفسه دون النظر إلى المجتمع، وأصبحت الروابط المقيدة له في أضعف حالاتها، وتحول انتماؤه إلى المادة وولاؤه توجه الى من يدفع له، وتحول ايمانه إلى كفر بالمجتمع ككل، وهذا أمر خطير، وذلك مدعاة الى تهيئة الأرضية الخصبة لأي انحراف او تطرف من أي نوع او بأي شكل كان، حتى لو كان تطرفا كامنا في النفس، يجعلها متحفظة لاقتناص أي فرصة يفرغ فيها حنقه، واذ ذاك يصبح العلاج ان كان ممكنا أكثر كلفة من الوقاية، وقد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقاباه، والتاريخ والأحداث شواهد