الإتكاء قليللا على ذكريات الطفولة
الإتكاء قليلا على ذكريات الطفولة
بقلم: شفيق الدويك
في تلك الأيام ، كان هناك سفح جبل فسيح، و بئر عميق، قضينا عنده أجمل أيام عمرنا من طفولة و عتبة صبا .
وثبنا مع كل مطلع للشمس مثل الخيول الأصيلة ...... و نمونا مثل أي سنديانة في عجلون !
لم نفكر للحظة ،يا صديقي، بأن تلك الأيام ستذهب بلا عودة أو تُطوى كما طويت ، فماء النهر الذي يمر بين أصابعنا لن يمر مرة أخرى بينها و الى الأبد!
كنا نعتقد بأن الحياة هي ملك لنا و حدنا، نحياها كما نشتهي، و لم يخطر ببالنا أنها من الممكن أن تتوقف !
كنا نلهو، نتعارك، نشدو، نلعب ونضحك لساعات، و نحلم بما سوف نفعله من أمور كبيرة و عظيمة عندما نكبر.
ثم حلمنا عندما كبرنا قليلا بأننا سنعيش الحياة التي سنختارها و لن نخسر أبدا، و كنا على يقين من أننا سنقرر طريقنا.
سنحارب و لن نهزم !
ثم مرت السنون المسرعة و نحن في شغل دائم فخسرنا.
لو تصادف أن رأيتك، يا صديقي، عند ذاك البئر، كنت سأبتسم و كأني أقول لك بأنها كانت تلك أيام، نعم كانت تلك أيام.
مــررت قبل قليل قرب ذاك الجبل و أنا متعب الخطو، و أحسست بأن لا شيئ كما كان !
حتى صورتي في ماء البئر قد عكست ملامح شخص آخر، و صدى صوتي قد تغير!
بقيت في قلوبنا، يا صديقي، نفس الأحلام و لكن .... كانت تلك أيام !!!