د. احمد ابو غنيمة يكتب .. من خوّل هؤلاء ليهددونا باسم الولاء للملك ؟؟
مع التحضيرات التي تجري لاعتصام 15/7/2011 لشباب 24 آذار وكثير من الفعاليات والتجمعات السياسية المنادية بالإصلاح، برزت على صفحات التواصل الإجتماعي ( الفيسبوك ) حملة تحريضية ضد هذا الإعتصام تحت مسميات عديدة بحجة تنظيم مسيرة الولاء والإنتماء للملك وللهاشميين في نفس اليوم !!!!
ويبدو ان الحكومة وأجهزتها المعنية قد يأست من قدرتها على كبح جماح حركات الإحتجاج على هذه الحكومة قبل التعديل وبعده ( تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي ) والتي نادى فيها المشاركون في كافة الفعاليات بضرورة رحيل هذه الحكومة العاجزة عن فعل أي شيئ سوى تهريب السجناء في وضح النهار وعجزها عن محاكمة فاسد واحد ممن نهبوا واستباحوا بلادنا ومقدراتنا على مر السنوات، ناهيك عن تخلفها عن اللحاق بالركب الملكي في مطالبته وحثه الحكومة على إجراء إصلاحات سياسية حقيقية، وكان آخر انجازتها الخارقة المسرحية التي عجز عن كتابتها وإخراجها أعتى المخرجين المسرحيين في مسرحية الكازنيو في البرلمان الذي ابتلي الشعب به في غفلة من الزمن !!!!
هل نحن إزاء مأساة أخرى كمأساة 24 آذار حين استباحت الحكومة وأجهزتها الأمنية العسكرية منها والمدنية دماء الأردنيين الشرفاء من المطالبين بالإصلاح الحقيقي ومحاكمة الفاسدين الحقيقيين ؟؟؟ وهل نحن بصدد استمرار مسلسل البلطجية برعاية رسمية بحجة الولاء والإنتماء للملك وللوطن الغالي في مواجهة من يطالبون بالإصلاح ؟؟؟
هؤلاء الذين يهددون باستباحة اعتصام 15/7 ويطلبون الفزعة من هنا وهناك لا بد ان الحكومة التي لا تخفى عليها خافية تعرفهم جيداً وتتكتم عليهم كما تكتمت على من استباح دماء الأردنيين في 24 آذار ولم تحاسب منهم احداً وذهبت دماء الشهيد خيري وآنات المواطنين تحت وقع الهراوات والحجارة سدى وهدراً !!!
متى تستيقظ الدولة من غفلتها وتضع حداً لهذه التهديدات التي تنذر بالخطر الشديد وتهدد السلم الأهلي تهديداً صريحا !!! إن من ضُرب وأهين وديست كرامته وسالت دماءه في 24 آذار لن يسمح لأحد ان يكرر جريمته تلك تحت أي مبرر كان ، والذين يعتقدون انهم وبحجة الولاء للملك وللأردن لهم الحق في استباحة دماء من سيعتصم في 15/7 واهمون واهمون، فدماؤنا ودماء الأردنيين جميعاً مُحرّم إهدارها واستباحتها من أي كان وتحت أي ذريعة كانت، وليست مجالاً للمزاودات بحجة الولاء والإنتماء، فالولاء والإنتماء للملك والوطن لا تكون باستباحة الدماء وإزهاق الأرواح ونزف الدماء، إنما يكون الولاء للملك والوطن باحترام حق الأردنيين جميعاً في التعبير عن مطالبهم في حياة حرة كريمة تقطع دابر المفسدين وتضع حداً للإستهتار بمطالب الأردنيين بإصلاح سياسي حقيقي، ويضع حداً لتغول الاجهزة الامنية في مناحي حياتنا، ويضع حداً لتوزيع المناصب والألقاب في مؤسسات الدولة السياسية والإعلامية لمن اعتاد التصفيق والتهليل في كل مناسبة.
يحق لي ولغيري أن نتساءل: من خوّل هؤلاء ليهددونا باسم الولاء للملك ؟؟؟ من خوّلكم للحديث نيابة عن الملك !!!!