مراهقة سياسية

مراهقة سياسية

 

تسمى المرحلة التي تتوسط بين الطفولة والشباب ، فترة مراهقة ، وانا أذكر اول مراهقتي بكل ما فيها وكأنها اليوم .

 

وقتها بدأ الشعر ينمو على وجهي ، وبدأ الشارب يخط أولى شعراته ، و تحول صوتي من ايحاء طفولي وناعم الى ايحاء أكثر حدة وأقرب الى الصوت الرجولي . وقد كنت محط سخرية الاهل انذاك .

 

في تلك الفترة كنت متاثرا كثيرا وحساس الى ابعد حد ، فبينما كنت في طفولتي أصمد لتلقي خمس كفوف على خد واحد ، اصبحت أتاثر من نظرة تأنيب واحدة او حتى نهرة من والدي .

 

في تلك الفترة أيضا كنت أذوب من مشهد البنات ، وفيما لو تحدثت مع واحدة منهن ، يبدأ العرق بالتصبب ويحمر الوجه ، وتتلعثم الحروف ، في تلك الفترة ايضا بدأت اولى قصة حب وقد كانت من طرف واحد ، ليتبين لي بعد عام من العشق القاتل ، ان الفتاة تكبرني بسبعة اعوام .

 

يقولون ان المراهقة من اجمل المراحل في حياة الانسان ، على الرغم من انها فترة تتخبط فيها الافكار والعواطف ، وتتشابك بها الامور وتتداخل ، وعلى الرغم من جمالها الا انها أكثر نقطة مفصلية في حياة الانسان وأقلها استقرارا وثباتا .

 

لا اريد ان اتحدث اكثر عن المراهقة ، وعن مراهقتي بشكل خاص ، خوفا من جرة الحديث واخذه لي الى الديار السوداء .

 

انما اريد ان اقول ان هناك أيضا مراهقة من نوع آخر ، هي مراهقة سياسية ، تتوسط مرحلة الشيء واللا شيء ، فعندما تطالب جبهة العمل الاسلامي بتقليص دور الامن العام وحل جهاز المخابرات ، ثم تسمح لنفسها بتجاوز الخطوط الحمراء ، ثم تنصب نفسها لقيادة الحراك الشعبي والشارع .

 

المسألة لن تغدو اكثر من مراهقة سياسية ليس الا .

 

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com