كيف سنودع كأمة عربية وإسلامية سنة 2017؟

قبل كل شيء نقول كل عام وامتنا العربية والإسلامية بألف خير, وكما يعلم الجميع أن هناك فرق شاسع ما بين مفهوم (عام) ومفهوم (سنة), فالعام يشير إلى الخير والمحبة والعطاء, في حين أن السنة تشير إلى الشر والكره والمنع, والسؤال المطروح هنا على جميع الأمة العربية والإسلامية على هذه الكرة الأرضية, من الاصح, القول كيف سنودع سنة 2017؟ أم القول, كيف سنودع عام 2017؟ الجواب عند خبراء الأرصاد الجوية إن بقي لنا أمطار, والجواب عند محصلي زكاة الأموال إن كان لدينا أموال, ثم أن الجواب تجدونه يا معشر القوم عند واصلي الأرحام إن بقي لدينا أرحام, مع ملاحظة أن الأقرباء الذكور أيضا أرحام, وان الجار في المفهوم الواسع للرحم يعتبر أيضا من فئة الأرحام.
لقد مضت على الأمة العربية والإسلامية (سنة) مليئة بالتحديات, وبلغة التصفيات والجرد, وبلغة إغلاق الدفاتر, وبلغة الربح والخسارة, ومهما كانت وتنوعت الموازين والمقاييس والمعايير التي يمكن استخدامها نجد دون ادني شك أننا كأمة عربية وإسلامية خسرنا فيها والهاء تعود على سنة 2017 خسرنا أشياء وأشياء كثيرة لا تعد ولا تحصى, لقد كانت سنة 2017 بكل أمانة وصدق كانت بحق سنة شر وكره ومنع, كيف لا وما زلنا نعيش مرارة ضنكها حتى اللحظة, إن شواهد الحروب والقطيعة والدمار والقتل وسفك الدماء والتشريد والفقر والبطالة وارتفاع ألأسعار والعنف والفكر ألظلامي لأكبر دليل وشاهد على ذلك,..نعم ما زلنا نعيش الضنك الأكبر من هذه الويلات.
وعلينا أن لا نضع رؤؤسنا في الرمال كالنعامات الصغيرة ظنا منها أنها بعيدة عن الأعين, علينا أن نقف ونسأل ونتساءل بكل صراحة كيف سنودع كأمة كعربية وإسلامية (سنة) 2017؟ وعلينا أن نسأل كيف سنستقبل كأمة كعربية وإسلامية (عام) 2018؟..لا نبالغ إن قلنا أننا كأمة عربية وإسلامية ربما خسرنا الدنيا وخسرنا الآخرة, وأصبحنا في هذا العالم والحال هكذا عراة مع إننا نرتدي أجمل الملابس وأفخمها عراة حائرين لا مستقبل لنا, وأصبحنا كتاجر ثلج السمك, وما أدراكم ما تاجر ثلج السمك.
تقول الحكاية يا سادة يا كرام أن تاجرا للسمك كان يضع سمكه في قوالب من الثلج الصغيرة كباقي تجار السمك, وبعد تفكير طويل قال لنفسه سأصبح اغني من جميع بائعي السمك في السوق, وذات يوم استيقظ مبكرا واخرج السمك من قوالب الثلج الصغيرة, وعند وقت الظهيرة تعفن السمك ولم يُقبل على شراءه احد, وحاول بيع قوالب الثلج الصغيرة لكن اكتشف الناس أن للثلج رائحة (زنخ), عندها خسر السمك وخسر ثلج السمك, وراح من وقتها المثل القائل فلان (ازنخ من رائحة ثلج السمك) راح بين الناس مثلا.
نعم لقد كانت سنة 2017 في عالمنا العربي والإسلامي لها رائحة كرائحة زنخ ثلج السمك, فقد خسرنا فيها كل شيء,..وفي المقابل ومع صدق النوايا ومع وجود نية التصميم نأمل أن يكون (عام) 2018 عام خير ومحبة, عام تفاهم وتصالح, عام يتسمُ بلم الشمل, شمل الأمة العربية والإسلامية في امة واحدة لما فيه خير هذه الأمة, وضمان مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة التي ستشهد لنا وليس علينا.