فلسطين كل فلسطين والقدس كل القدس للشعب الفلسطيني


أذكر جيداً بداية حرب فلسطين عام 1948 حيث كنت فتى في الثانية عشرة من العمر، وأسكن في بيت العائلة في حارة السعدية في القدس القديمة داخل الأسوار التي بناها السلطان العثماني سليمان القانوني، وبقيت كما هي سليمة قوية حتى هذه الأيام.
كان الجانب الصهيوني يتكون من ثلاث منظمات صهيونية هي: (الهاجانا) وهي الأكبر ومن أبرز رجالاتها موشيه ديان، و(الأرغون) ومن أبرز قادتها مناحيم بيجين، و(شتيرن) ومن أبرز قادتها إسحق شامير.
أما على الجانب العربي، فقد كان الجيش العربي الأردني بقيادة عبدالله التل رحمه الله الذي أبلى بلاء أسطورياً في الدفاع عن القدس، واستطاع أن يدخل بمدرعاته من باب العامود حتى حارة اليهود، حيث حاصر الصهاينة في كنيس ضخم هناك واحتل حارة اليهود وأخذ أكثر من ثلاثمائة أسير صهيوني، وكذلك فعل في مستوطنة كفار عصيون قرب بيت لحم، حيث أخذ أسرى بالمئات. وكان ممن قاتل الصهاينة في القدس من الجانب العربي عبد القادر الحسيني وبهجت أبو غربية، حيث كانوا يقاتلون بأسلوب حرب العصابات، ووجهوا ضربات قاصمة للصهاينة، وكان هناك متطوعو الإخوان ومن قياداتهم أحمد عبد العزيز ومصطفى السباعي وغيرهم.
كان العرب يسيطرون على القدس القديمة وعلى ضواحي القدس مثل وادي الجوز وباب الساهرة والمصرارة والشيخ جراح، وكانت الطريق حتى رام الله سالكة. وكانت القدس الجديدة ممثلة بالبقعة والقطمون وغيرها مع العرب. وأعلنت الهدنة التي استغلها الصهاينة بجلب الطائرات والأسلحة الحديثة مما غير مسار المعركة فيما بعد، وسقطت القدس الجديدة بأيدي الصهاينة، وبقيت القدس القديمة وما حولها بيد العرب.
وعندما حصلت حرب 1967 استولى الصهاينة على كامل الضفة الغربية.. لكن المعركة الفاصلة ستأتي بإذن الله بالنصر والتمكين.