الأرصاد الجوية تتوقع صيفا لاهبا غير مسبوق في المنطقة

اخبار البلد_موجة حر ملتهبة تشهدها المملكة هذه الأيام بدرجات حرارة تقترب من الأربعين، وسط توقعات من دائرة الارصاد الجوية أن يكون عام 2011 الاكثر سخونة في تاريخ الشرق الاوسط.

وأشارت دائرة الأرصاد الجوية الى أنه يطرأ ارتفاع قليل على درجات الحرارة بعد غد الخميس لتصل العظمى إلى 36 درجة، ليصبح الجو حارا بوجه عام في معظم مناطق المملكة، أما اليوم وغدا فيستمر الجو نهارا حارا نسبيا في المناطق الجبلية وحارا في باقي مناطق المملكة، وتصل درجة الحرارة العظمى إلى 34 درجة.

وفي ظل هذه الأجواء الحارة لا يبدو تشغيل مكيف الهواء كافيا، فالطاقة الكهربائية دخلت مرحلة الموت السريري صيفا بعدما زادت الاحمال على شبكة طاقتها، وأصبح جيب المواطن عرضة لمهلكة الفاتورة الشهرية لاستهلاك الطاقة إذ تصل الى 100 دينار شهريا في حال شغل المكيف لاكثر من 6 ساعات يوميا.

وفي هذا السياق، توقع مسؤول في قطاع الكهرباء أن يتجاوز الحمل الكهربائي حاجز الـ 2500 ميجاواط خلال الصيف الحالي نتيجة تزايد الطلب على الطاقة لغايات تشغيل أجهزة التبريد.

وقال في تصريح لـ»الدستور» ان المؤثر الرئيسي على مستوى حمل النظام الكهربائي هو درجات الحرارة؛ حيث يزداد الحمل الكهربائي طرديا مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأكدت إدارة شركة الكهرباء الوطنية قدرتها على مواجهة الاحمال وتلبية الطلب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات مرتفعة خلال موجة الحر التي شهدتها المملكة خلال الاسبوع الماضي ومطلع الاسبوع الحالي، حيث سجل الحمل خلال اليومين الماضيين متوسط 2360 ميجاواط.

كما أكدت إدارة الشركة في تصريحات سابقة أنها لن تلجأ الى الاطفاءات والفصل المبرمج للتيار الكهربائي خاصة أن حجم الطلب ما زال في إطار المقبول.

الى ذلك، دفعت التوقعات الجوية بارتفاع درجات الحرارة المواطنين الى بحث عن سبل أنجع في الخروج من أزمة «الشوب»، فالبعض حاول أن يهرب ليلا عن داخل المدن بشكل كامل والسهر حتى ساعات الصباح بين الاشجار الحرجية بحثا عن خلاص آمن من درجات الحرارة الملتهبة.

ويشير الأطباء الى أن الاطفال هم الاكثر عرضة لأخطار أشعة الشمس، ويحذرون من تعرضهم مباشرة للاشعة، وينبهون ذويهم الى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لحمايتهم منها، تجنبا لاصابتهم بأمراض خطيرة تسببها أشعة الشمس المباشرة.

ويحذر أخصائيون من التعرض المباشر لاشعة الشمس في الاوقات الحالية من العام نظرا لمدى الخطورة المترتبة على ذلك لاسيما بالنسبة للاطفال وكبار السن والتي كثرت بشكل رئيسي الاسبوع الماضي، حيث قدر الاطباء اعداد الاطفال المصابين بضربات شمس خفيفة في العاصمة عمان بـ 150 حالة استقبلتهم اقسام الاسعاف والطوارئ في المستشفيات.

ويأتي التحذير كون اهمال المريض وعدم معالجته حسب الاصول قد يؤدي الى تلف في الدماغ او حتى الوفاة.

وضربة الشمس حالة نادرة وفي الوقت نفسه خطيرة، وكل شخص يتعرض لاشعة الشمس المباشرة ولفترات طويلة قد يصاب بهذه الحالة وهي اخطر عند الاطفال منها عند الكبار. ويزيد من خطورة التعرض لها والاصابة بها الجو الرطب، فكلما زادت نسبة الرطوبة والحرارة زادت احتمالية الاصابة بهذه الحالة. والجو الحار والرطب يؤدي الى فشل عرق الانسان في تبريد الجسم بسبب توقف مراكز تنظيم الحرارة في الدماغ عن العمل وبشكل مؤقت وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم لتصل الى 40 درجة مئوية او اكثر، ما يستدعي المعالجة السريعة تفاديا لحدوث الوفاة، حسب ما صرح به لـ»الدستور» مستشار طب الاطفال في مستشفى البشير الدكتور باسم الكسواني.

ونوه الكسواني الى أهمية التمييز ما بين ضربة الشمس والاعياء الحراري الذي يصيب الانسان نتيجة لتعرضه لطقس حار وغير متعود عليه مما يؤدي الى نقص الماء والاملاح في الجسم وما يتبع ذلك من اعراض تكون اخف من اعراض ضربة الشمس وان كان بعضها يشابه تلك الاعراض.

واجمل الكسواني اعراض الاصابة بضربات الشمس بالشعور بالتعب والضعف العام وارتفاع درجة حرارة الجسم، واحمرار الوجه، وتشوش النظر، وجفاف الجلد، اضافة لظهور الصداع وتقلصات عضلية والشعور بدوران مع استفراغ، وكذلك ارتباك غير واضح المعالم يصل الى درجة الهذيان وقد يؤدي ذلك الى فقدان الوعي وتسارع في النبض وصعوبة في التنفس وقد يكون فقدان الوعي هو اول اعراض ضربة الشمس.

وعن طرق العلاج قال الدكتور الكسواني ان العامل الاهم في العلاج هو تبريد الجسم مباشرة ونقل المصاب الى المستشفى.

ويؤكد الكسواني انه يمكن الوقاية من ضربة الشمس عن طريق تجنب العمل تحت اشعة الشمس المباشرة وبخاصة في الجو الحار، وكذلك تهوية الاماكن المغلقة اضافة لتعويض الجسم عن السوائل المفقودة منه بفعل الحرارة وتجنب أكل الوجبات الثقيلة اضافة لتغطية الرأس حتى لا يتعرض بشكل مباشر لحرارة الشمس.