مستجدات

 

لم يشارك في مسيرة شارع الوكالات أحد

 تشير حالة الضمور الاحتجاجي التي طغت على حركة الشارع الأردني في الأسابيع الأخيرة  وانكماش حجم المسيرات والاعتصامات إلى أن هناك تحولات مفصلية في مواقف الشباب الأردني تجلت بفشل محاولات استدراجهم إلى مسيرة شارع الوكالات بوسط عمان  ولم يحضر منهم احد ،لا بل لقد قوبلت دعوات التظاهر بحالة من النفور في أواسط المواطنين في مدن المملكة الاخري الأسبوع الماضي ففي حين انفض تجمع العشرات سريعا وبشكل تلقائي في بعض المناطق لم تشهد المناطق الأخرى أي أنشطة من هذا القبيل وخلت فيها  الشوارع على غير العادة من أي اعتصام أو تظاهر واتجهت أساليب المطالبة بالإصلاح نحو العقلانية والوسطية وبدا ذلك واضحا للعيان رغم محاولات التغطية التي أجرتها  بعض وسائل الإعلام لنقل صورة مضخمة مغايرة للواقع لتحفيز حركة الفوضى والاضطراب .

يفسر المحللون والمتابعون ظاهرة اضمحلال وفتور موجة الاحتجاجات على أنها إشارة لنضوج فكري سريع وتحولات موقفية شبابية حرة وغير مرتبط بأية أجندة خارجية وتسعى لتحقيق المصلحة العامة  نتيجة لاستقرار القناعة بعدم جدوى الاستمرار بالتصعيد واحتمال اندلاع العنف الذي أراق دماء الإخوة في الجوار جراء تعادل عمليات الكر والفر على مدى شهور دون نتيجة ، وضرورة  مقاومة أعراض عدوى ما حل في بعض دول الإقليم العربي وتعليل الذي حدث على الساحة الداخلية على انه مخرجات لسلسلة عمليات مقلدة وليست أصيلة طرأت على الجسم الوطني وأصابت بعض مكونات المجتمع سرعان ما بدأت تتلاشى وتتجه نحو الاعتدال لهشاشة مدخلاتها واصطدامها بصلابة المواقف الشبابية المشغلة لحركات الإصلاح وتحكمها في إدارة دفة التغيير، وفي السياق نفسه رصدت صور لتوجهات صحفية وإعلامية معتدلة في الزوايا والأعمدة الرئيسية في الصحف المحلية والمواقع الإخبارية التي تتخذ مسرب المعارضة الخلاقة في البيئة الديمقراطية التي كان يفتقر إليها إعلام مجتمع الأنظمة العربية المنهارة.

اتضحت معالم التهدئة والعودة إلى الاستقرار وتجاوز الأزمة لاستكمال مسيرة التقدم والنماء فالمؤكد أن الأردنيين لن يؤذوا أنفسهم وفوتوا الفرصة على من كان ينتظر كيف سيفتكون ببعضهم  لأنهم باختصار لم يفقدوا قيم احترام الذات  فقد استنكرت عشائر معان الإساءة لرئيس الوزراء لأنها تسيء لهم أولا وتتناقض مع تعاليم الدين وثوابت مروءتهم وطيب أصولهم  شأنهم في ذلك شأن كل أطياف المجتمع  الأردني المتمسك بعاداته وتقاليده الأصيلة fayz.shbikat@yahoo.com