مساحات النفس البشرية...

 




لعل من أكثر المواضيع دقه وحساسيه هي التي تتناول النفس البشرية بالتشخيص والتحليل والدراسه لغايات فهم تفاصيل تكوينها وما ينتج عن هذا التكوين والذي يترجم الى سلوك حددته تلك المساحات التي كونت تلك النفس البشرية والتي تشكلت من خلال ظروف ومؤثرات عديده كالبيئة الصغيرة والكبيرة واسلوب التنشئة الأسرية ومن ثم القناعات المجتمعية والعقائدية التي تكتسب .
هذا كله سيحدد طريقة تعامل هذه النفس البشرية مع محاولات اثبات الذات والذي يبدأ عند الأنسان في مراحل الطفولة الأولى..فنجد أن الطفل يبدأ بمحاولة فرض ذاته وكيانه وتحقيق ذاته ورغباته في بيئته الصغيره والكبيره ويتجللى ذلك في مرحلة الدراسة وبين الأقران .
ان طريقة رعاية الأسرة ابتداء مع هذا الكائن البشري ..مع هذه النفس البشرية والتي تحاول فرض ذاتها في كل المراحل العمرية المختلفه والأساليب المستخدمة في توجيهها وتنشئتها التي تختلف قطعا من بيئه لأخرى بحكم درجة الثقافة والوعي وفهم تلك الأسرة لمراحل تطور الأنسان النفسي يساهم بشكل مباشر بتشكّل هذه النفس البشرية ويحدد معالم سلوكها وانسجامها مع محيطها في المستقبل فاما أن يكون الأنسجام مع المحيط أو النفور منه أو المعاناة والتي تؤدي الى حالة من عدم التوافق مع المزاج العام الذي فرضه المكون النفسي للمجموع.
من خلال ذلك فاننا ندرك أن السلوكات والظواهر التي نتعايش معها وعلى اختلافها مردها التكوين النفسي للفرد.
فالشخصية العنيفة أساسها نفسية مهيئه لذلك بالتنشئه..بعكس الشخصية المتزنة والمتوازنة في سلوكها فتكون أسست على التعامل مع الأشياء بحكمة وسويّة.
وبنظرة بسيطة لكل ما هو موجود في المجتمع نجد بأن الالتفات لهذه المسألة المعقدة ببعض جوانبها ومحاولة ايلائها الأهتمام الكافي سنصالى أهمية وضع محددات تأهيلية للنفس البشرية تنسجم مع فكرة مجتمعية واعية تنتجع أفراد ينسجمون مع معتقدات المجتمع وغاياته.
ويضمن محاولات ونتائج ايجابية لمحاولات النفس البشرية والتي ستستمر في  فرض ذاتها في كل الظروف والأحوال.
اننا نتعايش في مجتمعنا مع الكثير من الظواهر السلبية والأيجابيه والتي أحد أهم أسبابها محاولة تلك النفس البشرية التي شكلت بسبب ظروف وطريقة نشأتها الأسلوب الذي تستخدمه في فرض ذاتها ونمط تفكيرها ومعتقدهاعلى الأخرين ما ينشأ عنه تلك الظواهر الأجتماعية بسلبياتها وايجابياتها.
ان أشتباك الأخصائيين والجهات المعنية مع هذة المسألة الأنسانية  الحساسة هام جدا لخلق حالة من الوعي المجتمعي يتعامل مع الأنسان ابتداء من مراحله العمرية الأولى بما يشكله نفسيا ويتقبل تنشئة سوية ينتج عنها انماط سلوك تخدم المزاج والتوجه العام للمجتمع بعيدا عن الظواهر السلبية التي تلعب دورا رئيسيا في تراجع المجتمع تنمويا على اعتبار أن كل فرد في المجتمع مهم بمشاركته الأيجابية في كل مناحي الحياة.
نعم..ان النفس البشرية وطبيعة تكوينها تشكل نقطة ارتكاز السلوك الذي يعبر عنها الأنسان في كل الشؤون فمساحات النفس البشرية واسعة نحتاج لفهمها بعمق والتعامل معها بحكمة واقتدار...