معركة عروبة القدس عاصمة فلسطين وكل المدائن مربط الفرس وأمريكا والصهيونية الخاسر الأكبر
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
ما أقدمت عليه رئيسة الوفد الأمريكي من استخدام حق النقض " الفيتو " في مواجهة إجماع أممي برفض ما أقدم عليه ترامب ، عبد الصهيونية العالمية التي أوصلته لمركز القرار في البيت الأبيض ، من اعتراف بالقدس عاصمة للكيان العنصري الصهيوني في فلسطين لم يكن وليد الصدفة أو المفاجأة أو اتخذته منفردة من بنات أفكارها بل بتوجيهات مباشرة من سيد البيت الأبيض الأمريكي المتصهين والذي يعمل وفق توجيهات مباشرة من الحركة الماسونية ربيبة الصهيونية العالمية ، فهذا ما تعودناه من أمريكا المعادية في مواقفها للشعب الفلسطيني ولكل ما يمت للعروبة والإسلام بصلة ، والداعمة بالمطلق للكيان العبري والمدافعة عن كل ما يقدم عليه من ممارسات لا إنسانية وحاقدة وعنصرية ومخالفة للعهود والمواثيق الدولية .. فاستخدام امريكا لحق النقض " الفيتو " جاء بتوجيهات مباشرة من رئيسها للوقوف أمام أي إجماع دولي لاتخاذ قرارات دولية صائبة يرى أن فيها تعارض مع توجهات الإدارة الأمريكية وقادة البيت الأبيض ، والثمن مكافأة مقابل بدل سمسرة للـ " آيباك الصهيوني " في الولايات المتحدة عما عمل من مستحيلات في سبيل إيصال " ترامب " لسدة الرئاسة الأمريكية ، وهذا يظهر بوضوح وجلاء سبب إقدام ترامب على الإلتزام في الوفاء بعهوده التي قطعها على نفسه مع ذلك التكتل والتي لا تتناقض البتة مع توجهات الإدارة الأمريكية الدائم في دعم الكيان الصهيوني حتى وإن كانت منحازة بالكامل للاحتلال الذي يرفضه العالم بأسره لما فيها من تعارض مع المواثيق والعهود الدولية واستهتار بالمجتمع الدولي برمته ، وتحدٍ للعالم الرافض لـ " القرار" ولكل احتلال مهما كان شكله وأسلوبه وذرائعه ..
وهنا يدفعني للقول إلى أن ترامب حين أقدم على فعلته هذه لم يكن يدرك ما سيترتب على مثل هذه الخطوة من آثار ومخاطر تهدد مصداقية أمريكا وتفقدها احترامها عالمياً وبوصلتها في التحكم بالقرارات الدولية ، وأنه في هذه الخطوة قد تعجل كثيراً في فتح معركة القدس ، التي ظن فيها أن الظروف تسعفه وتمكنه من تنفيذ مآربه ومراميه ومآرب ومرامي الحاقدين الصهاينة خاصة وأن هناك وفق ما يروج له الإعلام العبري محاولات غزل عذري واضح الأهداف والمرامي تجرى على قدم وساق لتجسير الهوة واستبدال حالة العداء المستفحل إلى حالة من الوئام والتوافق بين بعض العرب والمسلمين والدولة العبرية من خلال تصريحات وزيارات ولقاءات سرية وأـخرى علنية مع بعض من رموزها خاصة ، لكنه لم يعلم أن ذلك مرفوض على المستوى الشعبي في مختلف الأقطار العربية والإسلامية وأنه سيواجه رفضاً عملياً من شعب الجبارين وشعب الرباط في أرض الرباط التي ستفشل مشروعه وربما بل ومن المحتم أن ينهي سطوة إدارته على التحكم في القرارات الدولية كانت ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى يجري اختطافها وحرفها عن مسارها الصحيح .
فما أقدم عليه ترامب وبتشجيع من فريقه في تسيير شؤون السياسة الأمريكية لا ينم عن حكمة وحسن دراية بل ينم عن قصر نظر وعدم تبصر وعلم ومعرفة في دقائق الأمور وما سيترتب عليها من مخاظر تتهدد كل من يحاول المس في عروبة القدس وإسلاميتها وبأن أمريكا والصهيونية هما الخاسر الأكبر جراء هذا التهور وغداً لناظره قريب فكل فعل له رد فعل ورد الفعل في مواجهة ذلك سيكون حاسماً ومدوياً ، فصدق المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن حين قال " أن كل الخطوات الأحادية تصعد حدة الصراع " ولا بديل عن حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس عاصمة كل المدائن .
وفي الختام يقال أن هناك غبناً بحق القدس وفلسطين قد جرى ، لحفظ وجه ماء أمريكا وترامب في نص مشروع القرار العربي حيث أنه كان بالإمكان وفق قانونيين تجنب وتفادي هذا الفيتو الأمريكي لو تم ذكر أمريكا بالإسم في نص المشروع الذي عرض للتصويت عليه في مجلس الأمن ، لأنه لو ذكرت أمريكا بالإسم في نص المشروع طبقاً لبروتوكول مجلس الأمن لما حق لها التصويت في هذه الحالة بل يصوت عليه الأربعة عشر الآخرين دون أمريكا .. والسؤال الذي يطرح نفسه إن صح رأي القانونيين هل كان التغاضي عن ذكر اسم الولايات المتحدة الأمريكية في مشروع القرار العربي المقدم للتصويت عليه متعمداً ومقصوداً أم عن جهل ؟؟؟!!! وفي كلا الحالتين جريمة لا تغتفر.
Abizaher_2006@yahoo.com