أبو ثريا.. وطأت بفخذيك الثريا

أخبار البلد - م يترك لنا الشهيد الغزي إبراهيم أبو ثريا ما نقوله؛ فقد وطأ بفخذيه الثريا لا بقدميه اللاتي قدمهن مهرا مستعجلا لـ»عروس عروبتكم» في العدوان الصهيوني على غزة عام 2014.

أبو ثريا دفع المهر المؤجل يوم الجمعة، (يعرف كيف يختار ليلة زفافه) حين تقدم خطوط المواجهة الأمامية في قطاع غزة، وواجه الجيش المدجج بالسلاح بصدره العاري، ثابتا مقبلا غير مدبر، وقد غرز ما بقي من ساقيه في أرض غزة، ورفع بيده علم فلسطين، لم يرتفع العلم عاليا فقد كان كالطود الذي ثلثاه تحت الأرض وثلثه فوقها، ولسان حاله يصرخ «أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم وانصرفوا، أيها المارون بين الكلمات العابرة منكم السيف ومنا دمنا، منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا»، نحن أهل الدار ونحن حلها وترحالها، وأنتم ومضة مخزية في التاريخ لا تلبث أن تخفت يوما، وسيكتب التاريخ حينها من قدم مهرا لـ»عروس عروبتكم» ومن أدخل «كل زناة الليل إلى حجرتها». من قدم روحه في سبيل حريتها، ومن قدمها هدية في سبيل كرسي «ما له في الأرض من قرار».

قد رفع الله الحرج عنك أبو ثريا في سورة الفتح: «لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ « صدق الله العظيم.
تلك الآية أعقبت قوله تعالى:»قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا». صدق الله العظيم.
أبو ثريا الذي عذره الله، أبى إلا أن يلحق روحه بساقيه، وأبى إلا أن يواجه الجيش الصهيوني، بصدره وما بقي من جسده، ذلك الجيش الذي ترتعد منه فرائص بعض العلْية العليّة من قومنا ذات النياشين البهية!!.
لله درك يا أبو ثريا ماذا أبقيت لنا من المروءة والرجولة والشجاعة.