رفع الأسعار زكاة فطر الحكومة للشعب في رمضان

 

قبل ان يحل علينا شهر رمضان المبارك بخيراته وبركاته سارعت الحكومة بتقديم زكاة الفطر للشعب الأردني رغم ان زكاة الفطر عادة تدفع في الشهر المبارك الا ان الحكومة وقد اعتادت فعل الخير في هذا الشهر الكريم سارعت الى اخراج هذه الزكاة قبل موعدها في الشهر الفضيل من خلال المؤسسة الاستهلاكية المدنية التي انشئت للتخفيف من أعباء المواطنين وتأمين احتياجاتهم من المواد الأساسية والغذائية طوال العام وخاصة طوال شهر رمضان المبارك بأسعار مناسبة يكون في مقدور الأسرة الأردنية شراؤها بعيدا عن التنافس غير الشريف في الأسواق المحلية.

الحكومة ارتأت هذا العام ان تكون صدقة فطرها عبارة عن رفع الأسعار في المؤسسة الاستهلاكية المدنية وعبر أسواقها المنتشرة في جميع انحاء المملكة حيث بادرت الى إجراء زيادة لافتة على أسعار عدد من السلع والمواد الغذائية الأساسية التي تمس حياة المواطن اليومية.

مكرمة الحكومة الرمضانية شملت ارتفاع ثمانية وعشرين سلعة أساسية التي لا غنى عنها للمواطن خاصة في الشهر الفضيل ومنها الحليب والجوز والفول والزبدة النباتية والطحينة وبعض أنواع الزيوت وكلها مواد غذائية ضرورية جدا خاصة في شهر رمضان الذي يصوم فيه الناس طوال اليوم والذي سيكون تأثيره واضحا في رمضان هذا العام الذي سيحل علينا في شهر آب الذي يمتاز بحرارته الشديدة وطول ساعات النهار فيه.

يبدو أن الحكومة تعمل وفق القاعدة الشرعية (الأجر على قدر المشقة) فهي تسعى لنيل المواطنين المزيد من الأجر والثواب جراء صيامهم طوال فصل الصيف الطويل من جهة وتكبيدهم نفقات زيادة أسعار المواد الغذائية الأساسية من جهة أخرى وذلك انطلاقا من حرصها على ان ينال المواطن الأردني المزيد من الأجر والثواب في شهر المغفرة والغفران.

من الواضح ان الحكومة تناست الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وآثارها وارتفاع أسعارها الجنوني وغير المحتمل والمقبول على المواطن وتناست توجيهات جلالة الملك الذي طالب بتخفيف الأعباء عن المواطنين بشتى السبل والوسائل المتاحة .... كما تناست الحراك الشعبي الذي يشهده الشارع الأردني منذ عدة أشهر وخاصة ايام الجمع التي تأتي من ضمن أسبابها الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها المواطن، وان الأجواء مهيأة للمزيد من الاحتجاجات والاعتصامات والمظاهرات والمسيرات في عمان ومختلف محافظات الوطن بسبب ارتفاع الأسعار على المواطن الذي يعيش ظروفا استثنائية تتطلب المزيد من القرارات لكبح جماح ارتفاع الأسعار وتحسين مستوى المعيشة لهم.

واذا استبعدنا نية الحكومة المبيتة لإرهاق كاهل المواطنين وخاصة الشرائح الاجتماعية متدنية الدخل فان رفع الأسعار للمواد الغذائية والأساسية في رمضان ليس له الا تفسير واحد، وهو ان الشعب في واد والحكومة في واد آخر ... وكل رمضان والمواطن بألف خير وجيوبه فارغة تماما وموائد الرحمان الرمضانية ستكون قليلة إن لم تكن مفقودة بسبب ارتفاع الأسعار.