تباطؤ النمو الاقتصادي

 تذمرنا كثيراً من بطء النمو الاقتصادي واستمراره في حدود 2 ،%وكان الاعتقاد السائد أن الاقتصاد العالمي قد تعافى واسترد معدلات النمو المرتفعة بعد الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية التي دامت اكثر من خمس سنوات، فلماذا لم يحدث هذا التعافي في الأردن. الاعتراف بهذه الحقيقة دفع الحكومة لاستدعاء الظروف الإقليمية غير المواتية والاضطرابات الأمنية التي تصل إلى درجة الحرائق في جميع الدول المحيطة بالأردن، لعلها تفسر، نهضة العالم وكبوتنا. لكن هذا الانطباع لا يصمد أمام الأرقام، فالواقع أن النمو المرتفع الذي يصل إلى 7 %يقتصر على دولتين هما الصين والهند، أما باقي بلدان العالم، المتطور منها أو المتخلف، فما زالت تعاني. كما أن توقعات النمو للسنة القادمة ستظل عند المستوى المتدني الراهن مع تحسن طفيف في بعض البلدان. تشير دراسة مسحية قامت بها بلومبرج التي تصدر مجلة بزنس ويك، إلى أن جميع البلدان ذات الاقتصاديات الكبيرة، التي اعتقدنا أنها مزدهرة اقتصادياً، ما زالت تعاني من التباطؤ في النمو والمعدلات المتواضعة. على سبيل المثال فإن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية لم يزد عن 5ر2 %في 2017 تنخفض إلى 1ر2 %في 2018 ،المكسيك 3ر2 ،%كندا 3 ،%روسيا 9ر1 ،%فرنسا 7ر1 ،%البرازيل 5ر.%، ألمانيا 1ر2 ،%بريطانيا 5ر1 ،%إيطاليا 5ر1 ،%واليابان 5ر1.% يؤكد هذه الأرقام مصدر آخر هو الجداول التي تنشرها شهرياً مجلة الإيكونومست الإنجليزية، مع زيادات ونواقص لا تغير الصورة العامة. إذا لم يكن هذا كافياً فهناك توقعات بأن يشهد أكبر اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الأميركي في 2018 عودة إلى موجة جديدة من الركود الاقتصادي، بنسبة نمو اقتصادي تقل قليلاً عن 1.% لا يعني هذا أن نرضى نحن بنسبة نمو في العام القادم بحدود 3ر2 ،%كما يقترح خطاب الموازنة، ولكنه يعني أن انخفاض مستوى النمو الاقتصادي ظاهرة عالمية، ولا توجد مؤشرات على قرب الخروج من هذه الحالة. الاقتصاد الأردني اقتصاد صغير اعتاد على تحقيق نسب نمو عالية تصل إلى 7 %ويتأثر كثيراً ليس فقط بالظروف الإقليمية المحيطة، بل أيضاً بالسياسات الداخلية. وهناك عوامل دفع باتجاه رفع معدل النمو مثل حوالات المغتربين والمساعدات والمنح الخارجية والدخل السياحي