رب ضارة نافعة

 القرارالأهوج الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترمب أدى في التطبيق إلى عكس الاهداف المقصودة، وفي مقابل اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل اعترف العالم بالإجماع بأن الأمر ليس كذلك، وأن مصير القدس يجب أن يتقرر ضمن شروط الحل النهائي بين الطرفين، وليس اعتماداً على مزاج رئيس يبحث عن مصلحة خاصة. ترمب أخذ قراره الأسود ليس حباً بإسرائيل فقط وكان قد تفاخر بأن صهره يهودي، ترمب لاحظ أن سفينته تغرق، وأنه بحاجة لجهة ما تدعمه وتمنحه قوة البقاء والاستمرار في البيت الأبيض ولو إلى حين. ترمب أراد مغازلة الجالية اليهودية في أميركا لعلها تنحاز إليه وتوظف نفوذها المالي والثقافي لخدمة رئيس يغرق في بحر من صنع يديه ولسانه. مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضواً ويمثل الشرعية الدولية، عبـّر بالاجماع عن رفض الإجراء الاميركي. وحتى مندوبة أميركا في المجلس لم تجرؤ على الدفاع عن قرار ترمب بل أشارت إلى أنه لم يحدد حدود القدس بمعنى أنه يفتح الباب لإمكانية تحويل الموضوع في المستقبل إلى: أين هي حدود القدس التي سيتوافق عليها الطرفان وليس هناك ما يمنع اعتبارها حدود 1967. لو كان الأمر صحيحاً وليس خدعة فعلى ترمب أن لا ينقل سفارته إلى القدس، وإن فعلها أن يضعها في الجانب الغربي من المدينة، أما القدس الشرقية فهي أرض محتلة عام 1967 .وهناك قرارات عديدة بعدم الاعتراف بضمها. وآخر قرار بهذا المعنى اتخذه مجلس الأمن في كانون الأول الماضي أي قبل سنة واحدة، وحتى أميركا لم تستطع أن تقف ضده فقررت الامتناع عن التصويت ولم تستعمل حق النقض (الفيتو) كما جرت العادة. قرار أميركا أعطى حركة الإرهاب العالمي دفعة إلى الامام، مما ينسجم مع تاريخ توظيف أميركا للإرهاب، سواء في أفغانستان حيث تبنت مقاتلي القاعدة بالمال والسلاح لمقارعة الاتحاد السوفييتي، أو في سوريا حيث ساعدت إرهابيي داعش على مغادرة الرقة إلى تركيا في الطريق إلى بلادهم الأصلية. رد من مركز دراسات القدس ورد الى رئاسة تحرير «الرأي» الرد التالي من مركز دراسات القدس على مقال الكاتب الدكتور فهد الفانك المنشور في العدد 17172 الصادر يوم 11 كانون الأول 2017 . يقول السيد فهد الفانك إن القدس مكونة من القدس القديمة التي تضم المقدسات وغالبية سكانها من العرب والمسلمين. والقدس الجديدة وهي ضاحية حديثة من ضواحي القدس بسكانها المهاجرون اليهود، وهذه المعلومات خاطئة ومستقاة من مصادر صهيونية ولم يكترث السيد فهد الفانك بتدقيق هذه المعلومات والصحيح أن القدس الجديدة خارج السور بدأت تتكون في منتصف القرن التاسع عشر . حيث سكن الكثير من اثرياء القدس خارج السور، وامتد العمران العربي في مختلف المناطق، وأصبح هناك عدد من الاحياء العربية مثل القطمون والبقعة والفوقا والبقعة التحتة والطالبية وغيرها غربي القدس وحي الشيخ جراح وحي الحسينية وحي وادي الجوز، وحي باب الساهرة، وحي باب العمود، وحي المصرارة، وحي الثوري، وحي باب الخليل، وحي مأمن االله، في شمال وغرب البلدة القديمة كما تم إقامة العديد من الكنائس والأديرة والمؤسسات الاجتماعية والمدارس في تلك الاحياء. كما أقام اليهود عدداً من المستوطنات غربي القدس بلغت 11 مستوطنة وكانت هناك أحياء مشتركة مع اليهود أهمها شارع يافا ومن الجدير بالذكر أنه تم انشاء بلدية للقدس عام 1863 قامت بتعبيد الشوارع وإنارتها وغير ذلك. أما الملكية العقارية في القدس عام 1918 كانت كما يلي : - %94 للعرب والمسلمين. - %4 لليهود - %2 للطوائف الأجنبية وخلال الانتداب أصبحت: - %40 أملاك عربية - %12.26 أملاك يهودية - %86.13 طوائف المسيحية - %12.17 طرق وسكك حديد وتفضلوا بقبول فائق الاحترام د.صبحي غوشه جمعية يوم القدس مركز دراسات القدس