نحدث عن فلسطين والقدس من موقع افتدائها بشهدائنا


وَمَنْ ضَحّى ..كمـا ضَحّى «النشامى»
وهل لِجِهادِهِمْ في القدسِ مِثلُ؟
حيدر محمود

تتحرك الضباع على شكل قطعان تقترب من سرب الظباء التي تفر طلبا للنجاة؛ فتعزل ظبيا عن سربه وتأخذ في مطاردته ودفعه الى الكمين المدبر مسبقا، حيث تكمن له مجموعة من الضباع المتربصة التي تسيطر عليه وتمزقه.
العزل والاستفراد هما الوسيلتان التقليديتان البدائيتان اللتان يستخدمهما الصيادون - سواء في عالم الحيوان او في دنيا البشر- لحصار الطريدة والسيطرة عليها.
ما يجري من مساندة مفرحة عارمة شاملة، على مستوى العالم كله، للحق العربي الفلسطيني العادل المشروع في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس، هو الرد الممكن على محاولة العزل والاستفراد بالشعب الفلسطيني المناضل دون هوادة او توقف على امتداد 100 سنة دموية ماضية.
افضل نتيجة يمكن تقديمها للعدوان الإسرائيلي هو عزل الفلسطينيين عن حبلهم السري العربي، وعن محيطهم الإسلامي، وعن شعوب العالم الحية التي لا تقبل وتدين وتواجه الاحتلال والظلم والعدوان الذي يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني، ولنا في اجتماع سفراء الاتحاد الاوروبي مع الإرهابي نتنياهو في بروكسل النموذج على ما وصل اليه العالم كله من مناهضة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته والدعم الظالم الباغي الأمريكي لهذا الاحتلال.
ان النزاهة والموضوعية والمهنية وأيضا الانصاف، تستدعي ان لا تغفل الكتابة عن معاناة الشعب الفلسطيني، التضحيات الجسام التي قدمتها شعوب الامة لنصرة شعب فلسطين الحبيب، الذي يدافع عن امته العربية في وجه الغزوة الصهيونية.
لا اعرف على وجه التحديد والدقة، حجم تضحيات الشعب العربي المصري في الصراع العربي الإسرائيلي، ولا حجم تضحيات الشعب العربي السوري والشعب العراقي والشعب اللبناني؛ ولكن ما هو مؤكد ان هذه الامة العربية قدمت ما تمكنت من تقديمه من تضحيات.
ولست بصدد الرد على الذين يتحدثون عن استهداف القدس وعن النضال الفلسطيني المرير من اجل عروبتها ومن اجل الحرية والكرامة والاستقلال، دون ذكر ما هو حقيقي وصحيح، حين اشير الى تضحيات الشعب العربي الأردني من اجل القدس وفلسطين.
فالقصد هو التأكيد على استمرار دعمنا وعلى تميز الأردن عن كل الشعوب العربية والإسلامية في الدفاع عن القدس وفلسطين والجولان، وها هي الأسماء والأرقام والمقابر الجماعية تنطق بالحق وتملأ قلوبنا اعتزازا بما بذلنا لا بما اخذنا.
قدم الجيش العربي الاردني 1215 شهيدا في سبيل فلسطين والدفاع عن الوطن ولدعم الاشقاء العرب؛ وتاليا المعارك التي قدم فيها الجيش العربي الاردني الشهداء الكرام البررة:
قدم وطني الاردن 327 شهيدا في حرب سنة 1948 دفاعا عن القدس التي حماها من الاحتلال حينذاك في معارك بطولية موصوفة، كانت موازين القوى مختلة كليا لصالح العدو الصهيوني.
وقدمت بلادي 589 شهيدا في حرب حزيران سنة 1967 وآثار تلك التضحيات ماثلة لا تزول؛ يحرسها أبناء مدن فلسطين وقراها ويسقون زهور اضرحتها.
وقدم الاردن 188شهيدا خلال معركة الكرامة والاشتباكات الاخرى سنة 1968
وقدم وطني 88 شهيدا في حرب الاستنزاف سنة 1969
وقدم الاردن 23 شهيدا في حرب رمضان سنة 1973 على جبهة الجولان السورية.

التعليق