القدس ستبقى عربيه
مع أن واقع القدس المحتلة والسيادة العربية الإسلامية عليها معروف وغير قابل للنقاش والتداول، لكون الأراضي الفلسطينية محتلة بكاملها من إسرائيل،
إلا أن أميركا والقانون الدولي الذي تنتهكه بقوة إلى جانب كيان الاحتلال يتنكرون لذلك، متجاهلين حقيقة أن السيادة على القدس فلسطينية أولاً، وعربية ثانياً، وإسلامية ثالثاً، وهذا بالضرورة يجب أن يبقيها موحدة، غير منفصلة، وهي تنتظر أبناءها في الشتات من أجل العودة إليها.
فأميركا كعادتها تجهد لتكريس الاحتلال الإسرائيلي للقدس و»شرعنته»، وتهويدها وطمس المعالم العربية والإسلامية والحضارية فيها، وتنفيذ وعودها للكيان الصهيوني بنقل سفارتها من تل أبيب إلى العاصمة الفلسطينية، ممهدة بذلك للخطوة الثانية، وهي جعل المدينة المقدسة عاصمة لـ «إسرائيل»، وهذا ما ينذر بتفجير انتفاضة غضب جديدة في الأراضي المحتلة، في حال تطبيق ذاك القرار، وخاصة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد من وراء ذلك سحق هوية المدينة العربية التي حاول أسلافه من الرؤساء السابقين تفادي تطبيقه، ليس خوفاً على مشاعر الفلسطينيين، وإنما خشية على ما يسمى «الأمن القومي» الأميركي، وخشية على «إسرائيل» نفسها من نار الغضب.
سبعه وثلاثون عاماً مرت على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجائر الذي اتخذ سنة 1980 ويقضي
بضم الجزء الشرقي من مدينة القدس لمناطق وجود الاحتلال، والذي احتلته بعد حرب سنة 1967، وإعلان المدينة عاصمة لها،
إلا أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة آنذاك، لم يعترف بالقدس كعاصمة لكيان الاحتلال، وظل يعتبر القدس أرضاً موحدة، ولم يعترف بقرار الضم،
ولكن اليوم يريد ترامب إثارة مشاعر الغضب، وإشعال النار من جديد، ليؤكد لإسرائيل أنه لن يتخلى عنها، وسوف يكون الحارس «الأمين» على أطماعها وأحلامها، عملاً بما قطعه على نفسه أثناء حملته الانتخابية، مكرراً أنه سيقاوم أي محاولة من الأمم المتحدة لفرض إرادتها على «إسرائيل»، وسينقل سفارة بلاده إلى القدس حال انتخابه رئيساً،
بات اليوم أقرب لهذا القرار بكل تحد للقوانين الدولية والتحذيرات من عواقب ذلك، وهمه فقط تحقيق رغبة السفير الإسرائيلي في واشنطن الذي قال: «نأمل أن يشعل السفير الأميركي الجديد في العام القادم شمعة الحانوكا «عيد الأنوار اليهودي» في السفارة الأميركية في القدس، المدينة التي أشعل فيها المكابيون هذه الشعلة قبل 2200 سنة