ترامب هل يشعل المنطقة؟!


أكتب قبل صدور قراره، بحكم توقيت دفع المقال الى الصحيفة، لم يستمع ترامب لصوت العقل ولم يستمع لصدى صوت الحكام العرب لانه ينظر الى المشهد العربي والاسلامي من حافة حلبة المصارعة ، فقد تعود على الاثارة وعلى تعذيب اللاعبين والحكام بهدف امتاع الجمهور .
لم يكتف الرئيس الامريكي بذلك بل رفض الاستماع للنصائح الصهيونية التي قالت «ان تغيير الوضع في القدس سيؤدي الى اشعال الحالة» .
وتمضي النصائح العبرية التي يقدمها المطبخ الامني للقول «ان تغيير مكانة القدس في سياسة الادارة عبر نقل السفارة من تل ابيب ، سيؤدي الى اشعال المدينة وكذلك الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني وفي البلدان المجاورة» ،هذه التحذيرات الامنية قدمتها المؤسسة الامنية الاسرائيلية الى جهات امنية امريكية حسب مواقع مختصة في المشهد الاسرائيلي.
ان اصرار الرئيس على قلب المعادلات يكشف درجة عدم الاحساس بالمسؤولية التي يتمتع بها في تعامله مع الاحداث والتي بدورها ستكون ارضا صلبة لبناء لوائح عزله من قبل اطراف ومؤسسات امريكية يسعى ترامب عبر هذه السيناريوهات الى قلب المعادلات وخلط الاوراق .
اظن أن علينا ان لا نخشى هذا الاستفزاز الامريكي فكل المدن والاراضي الفلسطينية التي تخضع للدولة العبرية هي ارض محتلة سواء كانت «تل الربيع» او غربي القدس او شرقيها وحتى ابو ديس ضمن المعادلات الجديدة .
الدلائل التي يقدمها الرئيس الامريكي في محاولة تقديم اعتراف رسمي بان القدس هي عاصمة الدولة العبرية واضح ان مفاصل القرار الامني في الدولة العبرية ترفضها بهذا التوقيت خشية الاكلاف الباهظة المتوقعة جراء هذه الخطوة غير المدروسة.
هل يتراجع الرئيس الامريكي ام انه بطريقه لاشعال شهب المنطقة وشوارعها في لحظة لا احد يستطيع تقدير مداها والاسئلة التي تدور على ألسنة الخلق في كل العواصم العربية والاسلامية كلها تدور حول ماذا بعد قرار ترامب هل ستبقى العواصم العربية والاسلامية تتفرج على تداعيات ما تقوم به الادارة الامريكية المتهورة وهل ما زالت بايدي العرب اوراق قابلة للاستخدام .دعونا ننتظر ونرقب تداعيات ما يجري..!!