حركات عبثية لا علاقة لها بالاصلاح

 

 يبدو ان بعض القوى الحزبية في الاردن لم تقرأ المشهد الاردني بالشكل الصحيح ويبدو انها لا زالت غارقه في افكارها القديمه الباليه والتي اكل عليها الدهر وشرب ولا زالت واقفه على قناعاتها  انها هي المحرك الرئيس للشارع الاردني وانها القادره على تحشيد الشعب وقادره ايضا على فض السامر متى شائت  كمثل من يشعل التلفاز ويطفئه بالريموت كنترول  وانها  هي دائما على حق فيما تقوله وتطالب به وباقي خلق الله على الباطل يسيرون.

المواطن الاردني العادي البسيط وليس الحزبي او من يحب ان يطلق عليه الناس بفئة المثقفين الذي يسكن القرى والبوادي وهم من يطلق عليهم بالاغلبية الصامته قد اصبح الان اكثر وعيا وانفتاحا  ويدرك حقيقة الامور ويستطيع ان يتحدث بالسياسه اكثر من  هؤلاء الذين ينتمون للاحزاب ومن فئة المثقفين والفرق بينهم ان هذا المواطن البسيط ينطلق في حديثه من همومه الوطنيه الاردنية واضعا الاردن امنه واستقراره نصب عينيه لم يتلقى اموالا ومساعدات اجنبيه من جهات ذات اهداف خبيثه وليس له ارتباطات خارجية لا باحزاب ولا بدول .

هناك بعض الجهات هنا في الاردن وللاسف  سواء احزاب او تجمعات شبابيه اصبحت  تتبنى ادوارا وافكار وطروحات لها علاقة بالفتنه والخراب اكثر من علاقتها بالاصلاح ومحاربة الفساد وما رأيناه على مدى الاشهر القليله الماضية من  حراك شبابي واعتصامات ومظاهرات  لبعض هذه الفئات يؤكد هذه النظرية ويؤكد خوف المواطن العادي الذي فعلا يطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد انطلاقا من محبته للاردن وخوفه عليه من ان ينزلق الى المجهول بسبب بعض التصرفات الصبيانبه واللامسؤوله التي  تتبناها هذه الجهات  وخاصة بعض الحركات الشبابيه التي استوحت افكارها  نسخه طبق الاصل من  حركات الشباب العربي في بعض الدول وبطريقة التقليد الاعمى متخذين اسماء ومسميات لم نسمع بها وليس لها علاقة لا بواقعنا ولسنا اصلا بحاجه الى هذه المسميات والحركات.

اذا صحت الاخبار التي سمعنا بها عن اعتزام  الحركة الشبابية التي تسمي نفسها حركة 24 اذار عن القيام باعتصام يوم  15تموز القادم  على دوار الداخليه والذي كان من المفترض ان يتم يوم 14 تموز  والذي يصادف ذكرى نهاية الحكم الهاشمي في العراق  ولا ادري اذا كان اختيار هذا اليوم بالتحديد هو لغاية في نفس يعقوب ام انه  مصادفه ولكن  برأي المتواضع ان اختيار يوم من ايام السنه بالتحديد  لا يكون من سبيل المصادفه ابدا ولكنه مقصود وعن سبق اصرار وترصد  والمصيبة في الامر ليس  تاريخ اليوم بحد ذاته حيث نفترض بهم حسن النية ولكن المصيبة العظمى في المطالب والشعارات المنوي طرحها خلال الاعتصام والتي تتخطى كل محظور وتنبه الى خطورة الموقف والذي قد يجرنا الى المجهول هذه الشعارات المرفوضه شعبيا  وهي من الثوابت الغير قابله للقسمه او النقاش من اي جهة كانت فنحن اذن امام سيناريو خطير يحاك في غرف الظلام وبتخطيط بعيد كل البعد عن الاصلاح ومحاربة الفساد انطلاقا من حبنا جميعا للاردن الى محاولة بائسه الى جر الوطن بأكمله الى المجهول والخراب كمن يحفر تحت اساسات  منزله ، فلا اعتقد ان  طريق الاصلاح تأتي عبر دوار الداخليه وعن طرق اعتصام مفتوح واغلاق الشوارع وتعطيل مصالح خلق الله والتسبب في ازمة سير في عمان وتعطيل الحركة السياحيه النشطه في الاردن مما قد يؤدي الى شل الحركه النشطه للمحلات والتجار مما ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي للبلد بشكل عام فهل هذا هو الاصلاح ؟

نقول لهذه الحركات الشبابيه التي لم تنضج بعد سياسيا ولا زالت في مرحلة الرضاعه والاعتماد على الغير ونقول الى كل الجهات التي تقف خلفها داعمة لها ماديا او معنويا او تخطيطا احذروا من اللعب بالنار والاقتراب اكثر من المحظور الذي قد يفجر قنبلة تصيبنا جميعنا بشظاياها ولن يسلم منها احد واولهم انتم يا من تزرعون الفتنه والشقاق بين ابناء  الشعب  الواحد وانتم يا من تتعطشون لرؤية  دماء الاردنيين تسيل في الشوارع  لا سمح الله ليظهر للعالم ان الاردن ضد الاصلاحات وانه دولة دموية  مع ان الواقع  هو بعكس ذلك .

ليس هناك شخصا واحدا في الاردن يحب الفساد والظلم ويكره الاصلاح  بل جميع الشعب الاردني دون استثناء مع الاصلاح ومحاربة الفساد والعيش الكريم ولا يجب على فئة محددة احتكار  ذلك لنفسها وانها هي الجهة الوحيدة المؤتمنه على مصالح العباد وان لولا وجودها لتوقفت عجلة الاصلاح الى الابد.

الطريق للاصلاح واضحة المعالم وليست بحاجه الى خلق المزيد من الازامات وافتعال المشاكل الداخلية وجر البلد الى ما لا نتمنى والاصلاح ليس بحاجه الى اسالة الدماء في الشوارع بل هو بحاجه الى الجلوس مع بعضنا البعض  والتفاهم والحوار وعكس  ذلك نكون امام  حركات عبثيه لا علاقة لها بالاصلاح.