عمر عياصرة يكتب : الهجوم على الإخوان وأحمد عبيدات

انظروا الى هذه العبارة التالية التي تحتاج الى شك عميق (أحمد عبيدات والإخوان المسلمون في جبهتهم الوطنية، يقدمون نموذجا لائتلاف إسلامي- ليبرالي مدعوم أمريكيا، ويقدمون بديلا ليبراليا يتجاهل البعدين الوطني والاجتماعي).
هذه الخرابيط غير العلمية التي يتحدث بها بعض مراهقي الوطنية وكهولهم، والتي ترمي بشكوكها على غير هدى تجاه قوى وطنية محسومة الموقف والبنية، مثل الاخوان والسيد احمد عبيدات، تحتاج اللحظة الى نقاش علمي وموقف موضوعي.
هاجس هؤلاء ومخاوفهم الرئيسية تتركز على المفاهيم المدنية، فمصطلح المواطنة والمساواة عندهم مخيف الا اذا تم تعقيمه بما يريدون.
هؤلاء يلعبون عاطفيا على فهم خاص لديهم تجاه الهوية الوطنية الاردنية حينا، وتجاه تباكيهم على استعادة الارض الفلسطينية حينا اخر.
لكن المنتج النهائي لا يبتعد عن اقليمية واضحة ابتزازية استفزازية في بعض لحظاتها، وتبدو عند المخارج مقتربة من الفتنة والتقسيم والانشطار.
الاخوان، وبغض النظر عن مواقف هذه القوى الناحتة لسلبيات تخيلية لكل من يخالفهم، مطالبون بقراءة هواجس هذه القوى بعين مفتوحة والرد على ذلك بما يكفل اضفاء طمأنينة وطنية يحتاجها المشهد والحقيقة على السواء.
هؤلاء يقولون انكم تركزون على اولوية المطالب الحقوقية المدنية، وذلك على حساب المطالب الاجتماعية، وبزعمهم انكم تتجهون نحو نظام ديمقراطي لا يمس توزيع الثروة ويبقي على الامتيازات الطبقية.
طبعا في هذا الادعاء خلط، فالاخوان اليوم يخرجون من اجل الفساد والاسعار والعدالة الاجتماعية جنبا الى جنب مع الحقوق الدستورية، ولكن الامر يحتاج الى وضوح اعلى.
يتهمون الاخوان بانهم يتلافون تجديد الصراع مع الكيان الصهيوني، وتلك فرية لا تنطبق على الاخوان لانهم يعتاشون على التناقض مع المشروع الصهيوني، وهي مقولة ايضا لا تنطبق على عبيدات الذي رفض وادي عربة وانضم لفيالق القوميين المنددين بالصهاينة.
على الاخوان الخروج السريع من المنطقة الرمادية المتخيلة لدى هؤلاء، ولن يكون ذلك الا بتبني خطاب وطني مدني حقوقي تنموي، يراعي وينصف كل الابعاد الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.
لا بد من تبديد المخاوف، وإغلاق المنافذ على دعاة التشكيك، ولن يكون الامر الا بالوضوح وترك مناطق المواربة، ذلك رغم تأكدي بان ما يقال فرية، الا أن الهم العام يستدعي احيانا توضيح ما هو واضح.