ضريبة على (الفشخرة)؟!



روى لي أحد الأصدقاء، أن جارة لهم ترسل قطها المحروس الى أحد مراكز العناية بالحيوانات المتواجد في عمان ليأخذ شاورا وتدليكا وترسله أكثر من مرة في الأسبوع حتى يبقى أحلى من عاصي حلاني، وعندما سألني عن توقعي لتكلفة حمام القط أجبته وأنا طابشها: ليس أكثر من ليرتين، فضحك صديقي طويلا وقال لي: أنت أين تعيش، تكلفة زيارة القط لمركز للاستحمام للمرة الواحدة خمسة وعشرون دينارا!
بصراحة صدمت من التكلفة، وبدأت أحسب تكلفة حمامي فوجدت أنه بين الصابون والشامبو والماء لا يتعدى الثمانين قرشا!
أعرف عريسا حلق شعره ونظف بشرته، وأكرم الحلاق، وذهب الى حمام تركي، وأكل وجبة أثناء العودة، ولم تصل تكلفة تجهيزه لليلة العمر مثلما يكلف ذلك القط.
لكل أمرئ الحرية الكاملة للتصرف بأمواله، وليس لأحد حق الاعتراض حتى لو كان ذلك القط يتعطر بزجاجة ثمنها يساوي راتب موظف، وأعتقد أن ذلك القط لو أصيب بالأنفلونزا لكانت تكلفة علاجه ربما أكثر من تكلفة عملية قسطرة.
ليستحم القط، ولينعم بالمساج، وربما هناك جاكوزي خاص به في تلك المراكز، بينما نحن نتعذب كما يعذب المساجين عندما نستحم، إأن تنقطع المياه وأنت تستحم والصابون يحرق عينيك، أو أن تكون أطول مدة للمياه الساخنة التي من الممكن أن تنعم بها لا تتجاوز مدة الوقت بدل ضائع التي يعطيها الحكم في مباريات كرة القدم، كون (الجيزر) من صناعة الاتحاد السوفيتي الذي اختفى عن الوجود بينما (كيزره) ما يزال يناضل مع أنه ليس له قدرة على تسخين قدر أبريق شاي.
هل زارت الحكومة تلك المراكز المنتشرة في عمان لترى القطط والكلاب كيف تنعم في بلادنا بحمام لم ينعم به سلاطين زمان، هل فكرت الحكومة أن تفرض ضرائب ورسوما على تلك المراكز التي يستحم فيها القط الواحد بخمسة وعشرين دينارا وقد لا يكلف حمامه نصف دينار لأننا شعب نعشق الفشخرة الزائدة؟!
تركضون على البنزين والكهرباء والخبز، بينما ذلك القط يستحم ويستجم في بلدنا دون أن تستفيد خزينة الدولة من حمام هنا القط فلسا واحدا.
قصص الفشخرة في بلدنا كثيرة، فتكلفة تجهيز عروس لليلة الزفاف أصبحت أكثر من تكلفة تجهيز لاعب تايكوندو لبطولة كأس العالم مع تذاكر السفر وأجور المدرب والإقامة في الفندق، في بعض الصالونات تتجاوز الألف دينار فهل تفرض الحكومة فلسا واحدا على هذه الفشخرة الزائفة.
شاهدنا صورا لاحتفالات صاخبة لأعياد ميلاد وأعياد زواج وحفلات زفاف لبعض علية القوم تكلفتها أكثر من تكلفة الاحتفال بعيد استقلال بعض الدول النائية، هل من المنطق أن تكون الضريبة المفروضة على تلك الاحتفالات مساوية لنفس الضريبة المفروضة على سائل الجلي؟!
آن الأوان أن تنسوا البنزين والخبز والكهرباء، وأن تفرضوا ضريبة على (الفشخرة) في بلدنا، راجعوا المستوردات وشاهدوا من يأتيه التفاح مغلفا من الخارج، اذهبوا الى مراكز التجميل وراجعو حساباتكم معهم فعندهم أصبحت عملية طلاء الأظافر أكثر من تكلفة طلاء المنزل، افتحوا سجلات للقطط والكلاب وتابعوها أين تستحم وتستجم وافرضوا عليها الرسوم بدل ملاحقتكم لي، فلم يبق إلا أن تفرضوا رسوما على شخيري.
من المعيب أن تكون تكلفة حمام قط أكثر من تكلفة دعم الخبز لمواطن!

FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment