أحمد عبيدات تعهد بحماية النظام حتى من نفسه وحراك الجمعة يتصاعد
اخبار البلد- بسام البدارين: سيطرت أخبار إنتعاش الحراك السياسي في الشارع على نهاية الأسبوع بالنسبة للصحافة الأردنية المحلية التي إستمرت في تغطية أخبار ملف الكازينو وصراعات النواب على خلفيته وسط الإستعداد لإنتظار موقف المجلس الأعلى للدستور من أسئلة دستورية وجهها بخصوص الكازينو مجلس النواب حتى يتمكن من إعادة التصويت في قضية الكازينو.
وظهرت بقوة الجمعة هتافات وشعارات إصلاح النظام في شوارع ثلاث مدن على الأقل شهدت مسيرات تجدد المطالبة بالإصلاح السياسي وإسقاط الحكومة ومعالجة ملفات الفساد، فيما حظي رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات بالأضواء بعد محاضرة مثيرة للجدل في مدينة إريد الشمالية تمسك فيها بتأسيس جبهة وطنية سياسية هدفها كما قالت تقارير محلية حماية النظام الهاشمي حتى من بعض أدواته ومؤسساته ومعالجة الإنحرافات.
وحذر الكاتب في صحيفة 'الدستور' ماهر أبو طير الحكومة من أنها تلعب بالنار إذا قطعت الكهرباء عن المواطنين لأسباب تتعلق بازمة الغاز والديزل مع مصر وقال بعد شيوع أنباء عن أزمة طاقة: هذا لعب بالنار من الحكومة والمصفاة وشركات التوليد، واذ كان كل طرف يقول انه يريد مالا من الطرف الاخر، او ضرائب متراكمة، او ديون غير محصّلة، فعليهم ان يجدوا حلا لهذا الوضع غير التهديد بقطع الكهرباء.
وقال الكاتب: صيف لم يتبق منه سوى ثلاثة اسابيع تقريباً، لان رمضان، خارج حسبة الصيف، وقد مر الوقت ولم نر ملايين السياح، الذين تم تبشيرنا بهم، لان مسؤولينا ناموا في العسل، وتناسوا ان تركيا واوروبا والمغرب وغيرها من دول بديلة ومثلى للسائح العربي وتساءل : كيف سيأتي سائح عربي او اجنبي الى بلد تهدد شركاته بقطع الكهرباء؟! هذا سؤال تكفي اجابته لتهريب كل السياح قبيل قدومهم.
بهذا المعنى ندخل الفصل الاسوأ في وضعنا الاقتصادي، الى الدرجة التي تهدد فيها شركات توليد الكهرباء بقطع الكهرباء، وكأننا في 'تورابورا' فلا سلطة ولا قرارا، فيما تتأوه الحكومة باعتبار ان الحل هو تشليح الناس ملابسهم.
وقال الكاتب أبو طير: البلد في وضع خطر للغاية، والعميان في كل مكان، يعتقدون اننا نبالغ، وان الحل النهائي هو اجراء عملية جراحية، لكنهم يتناسون ان الجسد مثخن بالجراج والعمليات ودبابيس عابري الطريق.
وبالنسبة لرئيس تحرير صحيفة 'العرب اليوم' فهد الخيطان فمعركة الكازينو لم تنته بعد والجميع يترقب موقف المجلس العالي لتفسير الدستور وقال الكاتب الخيطان: الاجواء المشحونة التي سادت الجلسة الماضية استمرت، المئات من 'المشجعين' احتشدوا في الشرفات ونجحوا في اخذ دفة القيادة في الجلسة، وتوجيه النواب تحت الضغط بالتصويت لصالح اقتراح اللجوء الى المجلس العالي لتفسير الدستور وهو الاقتراح الذي تبنته اصلا رئاسة المجلس كمخرج من حالة الانقسام التي اصابت المجلس بالشلل وكان لهم ما ارادوا فاشتعلت ساحات المجلس بالهتاف والصراخ، في واحدة من ابهى صور الديمقراطية ودولة القانون!
وختم الخيطان قائلا: القاسم المشترك لكل الاحتمالات هو أن رئيس الوزراء يعود من جديد الى دائرة الاتهام، والنواب الى مربع الازمة والتعطيل. الطرفان لم يكتفيا بذلك فقررا جر المجلس العالي لتفسير الدستور الى نفس المأزق. هل شهدتم ادارة للازمة اسوأ من ذلك'!
وفي صحيفة 'الرأي' انتقد الكاتب فهد الفانك التركيز على قضيتي الكازينو وخالد شاهين وقال: لم يعـد في الأردن قضايا وتحديات ومخاطر سياسـية أو اقتصاديـة أو مالية أو اجتماعية تستحق الاهتمام سـوى بعض الإجراءات الإدارية الخاطئة في اتفاقية الكازينو وسـفر شاهين!!.. نعم، ليس هناك ركود اقتصادي، ولا فساد مالي، ولا عجز في الموازنة العامة، ولا مديونية ثقيلـة، ولا بطالة أو فقـر، ولا إصلاح اقتصادي أو إعادة هيكلـة ولا مفاعلات نووية، فلماذا لا نتفـرغ لقضايا إدارية وإجرائية مثل اتفاقيـة الكازينو وسـفر شاهين؟
وقال الفانك: وكان المفروض أن يتم الإفراج عن شاهين بالكفالة من قبل القضاء النظامي المستقل ليسـافر أينما شاء لولا تدخل رئيس الوزراء السابق بتحـويل القضية إلى القضاء العسكري الذي يرتبط بالسلطة التنفيذيـة ونفهـم أن يحاكم رئيس الوزراء والوزراء على قضايا فسـاد شخصي أو خيانة وطنية، لكن خصوم الرئيس يشـهدون له بالنزاهة والوطنية. أما الخطأ في الإجراءات فيستوجب التصحيح، وأما الخطأ في الاجتهاد فتكفـي فيه انتقادات ومسـاءلة النواب والصحافة. وعلى العموم فإن العفـو العام كان شاملاً.
وختم الفانك قائلا: التعديـل الواسع للحكومة يعني أنها مكلفة بالاستمرار لاستكمال الإصلاحات الدستورية والتشريعية، فلماذا لا يتم ذلك في مناخ صحي هـادئ.
وفي صحيفة 'الغد' إعتبر الكاتب أسامه الرنتيسي بأن قصة الغاز المصري مرتبطة بالمشهد المصري نفسه وقال: لنعد إلى بداية الحكاية (الثورة)، حيث كانت تحركات الشارع المصري محط اهتمام ورقابة المستوى السياسي والأمني الأول في إسرائيل منذ اللحظة الأولى لاندلاع التظاهرات الشعبية. وبُني الموقف الإسرائيلي في بداية الأحداث وفق تقرير يقول: إن النظام الحاكم في مصر سيتمكن من احتواء الاحتجاجات الشعبية، وإن ما يجري في مصر لا يستدعي وضع 'الاحتمالات السيئة' في مقدمة التوقعات