السفيران الأمريكي والفرنسي يتحديان دمشق بزيارة حماة


تظاهر مئات الاف على امتداد الاراضي السورية في» جمعة لا للحوار» مطالبين بـ»اسقاط النظام»، واسفر قمع قوات الامن لهذه الاحتجاجات عن مقتل 13 متظاهرا اضافة الى 3 قتلوا ليل الخميس برصاص الامن في احتجاجات ليلية بمدينة حرستا قرب دمشق. ومع توجه السفير الامريكي روبرت فورد الى حماة، اتهمت دمشق واشنطن بـ» تحريض المخربين على العنف ورفض الحوار». وكتب الناشطون على صفحتهم من موقع فيسبوك بعنوان «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» «اي حوار والدماء انهار، اي حوار والمدن تحت الحصار، الشعب يريد اسقاط النظام».

من جهة اخرى، شن المعارضون على صفتحتهم حملة لمقاطعة «التجار الداعمين للنظام القاتل في سوريا». وكتبوا «لا تدفع ثمن الرصاص الذي يقتلنا» و»قاطعوا ممولي النظام». كما اعلن الناشطون انهم يعدون للتحرك في 16 تموز نحو الحدود التركية «من اجل اللاجئين.. من اجل المبعدين.. من أجل الام الضحايا»، في اشارة الى اللاجئين السوريين الى تركيا.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي «ان اكثر من 450 الف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها وسط مدينة حماة داعين الى رفض الحوار والى اسقاط النظام»، لافتا الى «عدم وجود عناصر تابعة للامن في المنطقة». كما ذكر ريحاوي ان «قوات الامن قامت بتفريق نحو مئة الف متظاهر في مدينة دير الزور (شرق)»، مشيرا ايضا الى ان «الالاف خرجوا للتظاهر في مدينة ادلب وقرى ريفها كما في بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل تفتناز»، لافتا الى «خروج مظاهرة نسائية في مدينة ادلب»،و كذلك مظاهرة في جاسم (ريف درعا)». واضاف «ان قوات الامن استخدمت العنف عندما فرقت تظاهرة خرجت من مسجد الحسن في منطقة الميدان وسط العاصمة حيث قامت بضرب المتظاهرين بالهراوات»، مشيرا الى «خروج مئات المتظاهرين في حي ركن الدين الدمشقي». وتابع الناشط «كما شهدت منطقة الوعر في حمص تظاهرة ضمت مئات المصلين الخارجين من مسجد الرئيس» لافتا الى «مظاهرات جرت في طيبة الامام (ريف حماة) وفي مضايا والقدم (ريف دمشق)».

بدوره، ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «اطلقت الاجهزة الامنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الاحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)». واضاف «شهدت منطقة دير بعلبة في حمص اطلاق نار استمر لمدة نصف ساعة كما فرقت القوات السورية اكثر من الف متظاهر وذلك باطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)»، مشيرا الى «انطلاق مظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية تهتف لحماه ولإسقاط النظام» لافتا الى ان «المتظاهرون حملوا علما سوريا طويلا».

من جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى ان «متظاهرين في عين العرب (شمال) تفرقوا في عدة احياء ضيقة بعد ان منعتهم قوات الامن من التظاهر». واشار مصطفى «الى حضور امني وقوات لحفظ النظام والشرطة كثيف وغير مسبوق في الساحات التي تشهد عادة المظاهرات». واضاف «ان عامودا (شمال شرق) خرجت بالالاف» مشيرا الى «مشاركة نسائية غير مسبوقة» في هذه المدينة، كما اشار «الى خروج اكثر من 5 الاف متظاهر في قامشلي (شمال شرق) تضامنا مع حماة».

واسفر قمع قوات الامن للمظاهرات عن سقوط 13 قتيل، حيث قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي «قتل خمسة متظاهرين في حمص ومتظاهران في حي الميدان وسط دمشق كما قتل 6 أشخاص في مدينة الضمير (ريف دمشق) عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين» في هذه المدن. وليل امس، هاجمت قوات الأمن متظاهرين مناهضين للحكومة في احتاجات ليلية قرب مسجد الحسن في حرستا، ما ادى إلى مقتل المتظاهرين الثلاثة، وشهدت عدن مدن سورية احتجاجات ليلة ضد النظام.

رسميا، اتهمت دمشق الولايات المتحدة ب»التورط» في الحركة الاحتجاجية و»التحريض على التصعيد»، وذلك بعد ذهاب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الخميس الى حماة. وذكر مصدر رسمي سوري امس ان السفير الاميركي التقى بـ «مخربين» في حماة وحضهمم على» التظاهر والعنف ورفض الحوار». وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان «وجود السفير الأميركي فى مدينة حماة دون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا».

واضافت الخارجية السورية ان «سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الامن والاسقرار في البلاد». وتتمثل مهمة فورد في حماة في «اجراء اتصال» مع المعارضة، كما اعلن مسؤول اميركي كبير رافضا الكشف عن هويته. في الوقت نفسه، أكدت بثينة شعبان، المستشار السياسي والإعلامي للرئيس السوري أن وصول السفير إلى حماة في لحظة محاولة أهل المدينة حل المشكلة « يعني أنه جاء لمنع حلها». وفي تحرك مماثل، توجه السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى مدينة حماة التي اصبحت مركزا لحركة الاحتجاج وذلك للتعبير عن «التزام فرنسا بالوقوف الى جانب الضحايا» حسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو.