ضرب وحشي لطفلة وتقول:أمي خلت أظافرها بوجهي

أخبار البلد - جلنار الراميني - بخطوات متعثرة تمشي مثقلة والحقيبة على كتفيها ،متوجهة إلى مدرستها،ويبدو أنها غير راغبة في ذلك،تأكل "سندويشتها" بطريقة تدعوك للشفقة،وتسترسل في خطواتها الهزيلة،وكأنها سيدة ستينية بالكاد تستطيع المشي.

فتاة في الصف الخامس ،وجهها شاحب،تمت مصادفتها صباح اليوم،وكانت معالم وجهها الحزينة بادية،وما لفت النظر إليها ،أن وجهها مشوه ،وقد بدا عليه آثار ضرب وحشي،حيث وجد كدمات أسفل العينين ،ووجهها شاحب "مُصفر" ،وخداها لا يدل على فتاة بعمر الزهور بل فتاة تعيش في أدغال.

عند الاقتراب من الفتاة ، أبدت تجاوبا واضحا في سؤال لها : كيفك؟ أجابت بصوت هزيل : الحمد الله ،سألتها :أين ذاهبة ..ردّت بابتسامة طغت عليها المأساوية :إلى المدرسة ..سألتها مستنكرة : لماذا وجهك بدا عليه الضرب؟ أجابت : أمي ضربتني وخلت أظافرها بوجهي ،وذبحتني لاني غلبتها ...

هنا استوقفتني العاطفة ومشيت معها إلى منتصف الطريق،ووجدت أن الفتاة تتعرض لقسوة والدتها ،وسألتها : هل هي والتد أم زوجة والدتك؟ أجابت : لا امي وأبوي حلفلها طلاق إذا بتصيبني ..وطلبت مني أن أقاسمها تناول "السندويشة" .


مشهد تلك الفتاة أقرب إلى مشهد "تراجيدي" ،وأشبه إلى "سيناريو" محزن ،يتعاطف لأجله من يملكون الإنسانية،ولديهم صحوة الفطرة العاطفية ،فلم اسال عن اسمها من هول ما رأيت، لكني علمت أين تسكن ،وعلمت انها تعاني قسوة التعامل من والدتها،فوجهها يعطيك انطباعا بحياة مريرة بطلها أم تخلو من الإنسانية .

الحقيبة ثقيلة على الفتاة،والأثقل من ذلك دموعها التي كادت أن تقفز من عينيها /لكنني استدركت الامر بضحكة جريئة لأقول لها : أهم شي ردي على ماما ولا تغلبيها بضلها بتحبك،تمنيت ان أستمر معها بالمشي ،لكن انتهى المسير بشاء بعض السكاكر لها وودعتها وما زلت انظر إليها مشفق على حال فتاة بريئة ضحية عنف أسري ،وأمها لا  تأبه إلى أن طفلتها بأمس الحاجة إلى حنان وعطف واهتمام .

العنف الأسري ما زال سياسة أسر تُعنّف أطفالها ونفقد يكبرون وتكبر معهم مآس تضعف قدرتهم على مواجهة الحياة ولله درّ الشاعر الذي قال :

وإنما أولادنا أكبادنا         تمشي على الأرض