التباسات الهوية


قد يبدو كلامي خاصاً، ولكنّه بالتأكيد ليس كذلك، فقد وُلد لي حفيد في كندا فحصل فوراً على الجنسية هناك، والغريب أنّه يحمل في جذوره التباسات في الهوية منذ صرخته الأولى، في بلد غريبة عنه أهله.
شُكري يمثّل ما لا يمكن التنبؤ به في المستقبل، فهل هو كندي لاعتبار مكان الولادة وربّما العيش، أم هو كويتي لاعتبارات مكان ولادة والده، أم هو فلسطيني لاعتبار وثيقة السفر التي يحملها والده، أم هو أردني لاعتبار مكان ولادة وجنسية والدته، أم هو مغربي لسبب حصول والده على الجنسية من هناك؟
شكري ليس حالة فريدة، فهناك مئات الآلاف من العرب الذين يعيشون التباس الهوية، فالهجرات المتتالية لسبب الحروب أو غيرها خلقت ذلك الواقع الصعب، وهناك عشرات الملايين من العرب تنقّلوا بين بلاد العرب أو الغرب وسكنوا فيها.
صحيح أنّ الأهل يغرسون في أبنائهم الهوية الوطنية والقومية وتراث الآباء والأجداد، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ البيئات التي يعيش فيها هؤلاء تؤثر في انتماءاتهم أيضاً!