معالجة المشاريع المتعثرة..



النجاح والتعثر نتائج متوقعة في الاستثمار.. تجارة او صناعة او عقارا اوغير ذلك، والمستثمر بغض النظر عن حجم استثماراته يسعى الى تحقيق الربح وتنامي اعماله وتوسيع نطاقها، وهناك من يحاول ان يترك بصمة مهمة وايجابية تكون شاهدا على نشاطاته، وفي الوقت نفسه يساهم في تشغيل الناس لسنوت وعقود، وهناك شركات بدأت صغيرة تحولت الى عملاقة تجاوز اجمالي عملياتها حجم اقتصادات دول، والبداية كانت بفكرة نيرة طورها اصحابها، وبعد ان تم بناء ثروة كبيرة وظفت لتشغيل المزيد من العمال والموظفين وزيادة القيمة المضافة لعملياته، وقدم مئآت وعشرات الملايين لمعالجة الامراض المزمنة والتي تهدد حياة الانسانية لاسيما في الدول الفقيرة.
هذه المقدمة ضرورية ونحن نتابع عشرات المشاريع الاستثمارية في العاصمة عمان مملوكة لاردنيين وغير اردنيين تعطل استكمالها بعد ان انفق اصحابها مئآت الملايين من الدنانير، ثم تحولت الى مبان تواجه الزمن وتتآكل قيمتها دون مبررات كافية، وهناك مشاريع مضى عليها عقود دون حل؛ اما لخلاف بين المستثمرين او الورثة او غير ذلك من الاسباب، واصبحت شواهد على اخفاق الادارات، كما تشير الى ضعف تعامل الادارات الحكومية المتعاقبة مع هذا النوع من المشاريع.
في المدن الكبرى لايسمح للمالك ان يترك عقاراته تشوه المنظر العام، ويطلب منه اما استكمال المشروع او بيعه او عرضه للبيع في المزاد العلني او إزالته، وهذا حق طبيعي، وفي عمان عشرات المشاريع المعطلة او شبه المعطلة ، قيمة هذه العقارات تقدر بمئآت الملايين من الدنانير تشوه عمان وتبث رسالة سلبية للاستثمار في عمان.
لو استكملت هذه المشاريع وغيرها لوفرت عشرات الالاف من فرص العمل وساهمت في تحسين اداء الاقتصاد وولدت مشاريع جديدة، ومع ذلك تقف السلطات المختصة موقف المتفرج لاتحرك ساكنا بشأنها، والمطلوب تشكيل لجنة لدراسة اوضاع هذه المشاريع ومعالجة كل مشروع على حدة؛ اما بتوفير التمويل المطلوب لاستكمالها، او عرضها للبيع بالمزاد العلني او تصفيتها..قيمة موجودات هذه المشاريع تتآكل سنويا والمساهمون في رؤوس اموالها يعانون اكثر مع مرور الزمن.. معالجة المشاريع المتعثرة يفترض ان تتصدر الاولوية على جداول اعمال المسؤولين.