أفلام كرتون.. أصحاب المعالي البوكومونات العرب

 

اخبار البلد بسام بدارين - لا أحد يعرف بصورة محددة ما الذي يحصل للمناضلين والمعارضين وأصحاب الرأي عندمايتسلمون مواقع المسؤولية ويتحولون بقدرة قادر إلى أصحاب قرار وبصفة مؤقتة أو مرحلية أو عندما يقبلون لعب دور {المحلل} في الزواج الكاثوليكي بين السلطة والشعب. .. بعض هؤلاء رصدناهم في التجربة الأردنية مثلا كيف تحولوا إلى {بوكومونات} حسب مسلسل الكرتون'الشهير فمن دعاة وأصحاب ضمير يتحولون فجأة إلى مضللين بارزين للشعب بإسم السلطة والحلقات الأبشع في بقعة التحكم البيروقراطي.
ومن دعاة للإصلاح والتغيير الثوري إلى منظرين للنسخ الوطنية البطيئة من الإصلاح الوطني.ومن قادة يحرضون الشارع إلى وزراء ومسؤولين يرددون عبارة: يا أخوان لا تحرجونا مع الأجهزة الأمنية. ومن رموز للديمقراطية والحريات إلى محترفي تخويف من التغيير ودعاة تنظير لنعمة ونغمة الإستقرار. والبوكومون لمن لا يذكره هو شيء أو مخلوق بين البشري وغيرالبشري يتحول بسرعة حسب الطلب والواقع.وميزته انه ينام على شكل حقيبة مثلا فيصبح متكورا ككرة القدم ويمكن خلال التحدث والتواصل معه أن {يتحول} من ورقة دولار إلى شجرة او غصن أو من زجاجة حليب لطفل رضيع إلى فأس مثلا لكنه بكل الأحوال يتحدث ببراعة ويتشقلب كثيرا وعمليات التحول تتم خلال أقل من دقيقة او دقائق في أحسن الأحوال... في بلادنا قالوا قديما: كثير النط قليل البركة.. وهذا حصريا حال بوكومونات السياسة.وما أذكره ان مسلسلات بوكيمون للإطفال عندما ظهرت قبل 15 عاما شغلت الدنيا والناس بسبب غموض فكرتها وكثيرون في المجتمع العربي إعتبروها مؤامرة صهيونية على العقل العربي على أساس وجود دماغ جمعي مدهش يحتاج التأثير عليه أو به لمؤامرة كرتونية بوكيمونية.ويمكن إلتقاط ما تيسر من العبارات التي يقولها أصحاب المعالي من البوكومونات في النخبة العربية بين الحين والأخر عن ضرورة تحكيم العقل والمنطق في ميزان الأمور، وعن نظرات جزئية للمعارضة لا ترى النصف الممتليء من الكأس.وبين العبارات الأكثر سحرا للبوكيمون الوزير او المسؤول في النظام العربي وليس الأردني فقط مقولة {.. يا أخي لابد أن ننظر للأمر بواقعية}.. هنا فجأة يصبح المعارض السابق والمسؤول الحالي رمزا للواقعية والتعقل.وشخصيا تعجبني العبارة التي سمعتها كثيرا في عمان لنخبة البوكيمون: لماذا صبرتم على غياب الإصلاح طوال عقود وتضغطون علينا نحن الأن؟.. أحدهم قال لي: يا أخ بسام حبكت على حظي أنا يتحول مزاج الشارع للمطالبة بالإصلاح والتغيير.وثمة عبقرية لا تطال في العبارة التالية : هناك قوى على الأرض وفي الواقع لا يمكن هزيمتها دفعة واحدة ولابد من إختراق النظام أولا للتأثير وخوض المعركة من الداخل ... هنا تحديدا يكون المقصود التريث حتى تنضج الإمتيازات ورواتب التقاعد ومتطلبات الوجاهة الإجتماعية.لكن الإثارة تتجلى في قمتها عند ترديد التبرير التالي المخصص للرد على إستفسارات السكوت عن القمع: بسبب وجودي في الحكم والقرار إقتصر الأمر على قتيل و120 جريحا فقط.. تخيلوا لو كنت معكم في الإعتصام .. كم برأيكم عدد الضحايا فأيهما أفضل أيها الأغبياء يا دعاة الإصلاح؟.ولسبب أو لآخر يتشدد السياسي البوكيمون- بعد التحول طبعا- ضد المناكفة والمعارضة والمشاكسة وألرأي الآخر عندما يحكم فيصبح كل ناقد او معارض مرتبط بالمشروع الصهيوني أو في أحسن الأحوال رأي يفتقد للحكمة والتعقل والرشد ويستعجل الأمور.