أكلت يوم أكل الثور الأبيض بقلم : المحامي فيصل البطاينة
منذ أعلنها صراحة الصهيوني الأمريكي هنري كسينجر لأن أمريكا ليس لها أصدقاء و إنما لها مصالح و نحن لا نزال نرى المؤامرات على أمتنا تتوالى تحت مسميات عدة أستذكر منها الشرق الأوسط الجديد الذي كنا نعتقده جديد في تقسيمات الأقاليم العربية لا في تغيير الأنظمة من خلال تغيير القيادات التي من ساهمت من وصول بعضها لمواقعها أمريكا ذاتها فكانو الطفل المدلل لهم ذات يوم و عودة للماضي القريب نرى أن المسلسل الأميركي بدأ بدس السم لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات و تلاه إعدام الرئيس العراقي صدام حسين ثم تلاه هروب الرئيس التونسي زين العابدين و زوجته إلى السعودية ثم تلاه إحالة الرئيس السوداني لمحكمة الجنايات الدولية و تلاه إحتجاز الرئيس المصري في شرم الشيخ و وضع أولاده و رجاله في السجون بانتظار وصوله مع زوجته إلى تلك السجون ثم تلاه إحالة الئيس الليبي إلى محكمة الجنايات الدولية و من وراءه إحالة الرئيس السوري إلى نفس المحكمة مستذكراً ما جرى مع الرئيس اللبناني السابق و ما يجري في البحرين و في عمان و المسيرات في المغرب و الجزائر و الأردن و حتى في السعودية إلى أن شاهد المواطن العربي بالأمس الحال الذي وصل إليه الرئيس اليمني من حروق و تشوهات جسدية و نفسية نستنتج مما سبق أن المؤامرة على الأمة العربية أكبر من حجم المطالبة بالإصلاحات السياسية و الإقتصادية التي تشكل شعاراً مشتركاً للمسيرات الجماهيرية و التي تحرك من قبل الأمريكان و من صنائعهم في داخل الوطن العربي و ذلك خدمة للمصالح الإستعمارية التي تتوجها أمريكا بالمصلحة الصهيونية في إبتلاع فلسطين أرضاً و شعباً و تاريخاً وصولاً لتحول إسرائيل من إسرائيل العظمى داخل فلسطين إلى إسرائيل الكبرى حسب الأحلام الصهيونية التي تعتبر السيطرة الإقتصادية على الثروات العربية حيثما وجدت إحدى محطاتها العنصرية التي ستقودها بالنهاية إلى السيطرة العاجلة على الوطن العربي و تشريد الشعوب العربية خارج أقطارها ليصبح العرب شذاد أفاق كما كان الصهاين في بداية القرن الماضي .
و خلاصة القول لا ادري كيف رضي الفلسطينيون على مصير زعيمهم وكيف هتف العراقيون لإعدام رمزهم زكيف أحتفل المصريون لإهانة رئيسهم وكيف أستقبل اليمنيون منظر التشويه الذي لحق بقائدهم وكيف سمح الأخوان المسلمون في أرض الكنانة لأنفسهم على التفاوض مع الأمريكان الصهاينة وبأي وجه سيقابل ارحيل الغرايبة وحمزة منصور وبني ارشيد بعد أيام السفير الأمريكي في عمان كولي شرعي على القاصرين في الوطن العربي .
وما أجملها من لحظة الصحو للأمة العربية حين نصلح أوضاعنا بيدنا وبدون وصاية صهيونية أو ولاية أمريكية . لحظة صحو ووقوف خلف قياداتنا التي جائت من رحمنا والتي أعتبرناها ولا زلنا وسنبقى من ثوابتنا التي لا نحيد عنها وأن أخطأت بحقنا نحن اللذين نقومها ونقيمها . تاركين أمر الحكومات المهترئة التي لا تقوى على حمل مسؤولياتها هذه الأيام تاركين أمرها وأمر البطانات والحواشي لصاحب الأمر كي يريحنا منها ويحيل المخطيء منها للقضاء العادل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والخزي والعار للغزاة المحتلين وحمى الله الأردن والأردنيين ملكاً هاشمياً وريثاً شرعياً للثورة العربية الكبرى التي أنطلقت لتحرننا من نير الأستعباد والأستعمار ، وشعباً ما انحنت هامته الاَ لله سبحانه وتعالى وان غداً لناظره قريب .