الثوابت الوطنيه لاتخضع للتأييد أو المعارضه .. بقلم سليمان الصبيحي

 

 

تصاب بالدهشه أحيانا عندما ترى السياسه تختلط بالدين وتتلون بكل الالوان فيصبح الحلال حراما عندما لايتماشى مع مصالحنا ورغباتنا ويصبح الحرام حلالاا عندما تتقاطع مصالحنا معه ويصبح معه الدين وسيله للوصول الى غايات السياسه والسلطه والمصالح وألاا فبماذا يسمى سكوت احزاب وجماعات ترتدي عباءه الاسلام لمده شهرين على ما يجري في بلد شقيق و مجاور مع أنه يمس بشكل مباشر شريحه متقاربه فكريا وسياسيا معهم في حين تنتفض من أول ليله على ما يجري في دوله شقيقه أخرى بالرغم من أن ما يجري فيها يميل الى الصراع السلطوي المدعوم من جهات محسوبه على الاعداء الشرعيين وغيرها الكثير فلست هنا في وارد سرد الكثير من المتناقضات في سياسات بعض الاحزاب على الساحه الاردنيه ولكن ما يدعوك لذكر ذلك محاوله البعض تصوير واقع المشهد الشعبي الاردني بنفس الاطار مع المشاهد في دول الجوار العربي بما يشكل أبتعادا عن الواقع لوجود فارق أساسي وكبير بين سياسات وممارسات الدوله الاردنيه ودول الجوار تعرفها هذه الاحزاب والمتمثله بأبسط صورها في شرعيه وجودها مما يضع علامه أستفهام كبيره على وجود أجندات بنسخ مخبأه تحتكم اليها هذه الاحزاب والجماعات من خلال أطلاق تصريحات وبالونات أختبار على شكل رسائل تحمل بصمات غير اردنيه وفي الجوانب المحرمه وللاستعمال الحكومي وليس الشعبي غير مدركين بأن هذه الرسائل قد مست بشكل مباشر شرائح شعبيه لايستهان بها

فالاردنيون يفهموا في غالبيتهم ومن غير لبس بأن الدوله الاردنيه بثوابتها الوطنيه خط أحمر لايمكن المساس به تحت أي مسمى وأن مجموعه الثوابت الوطنيه والتي يشكل نظام الحكم  بمؤسساته المختلفه  ركائزها الاساسيه  وهي صمام أمان الاردن بكافه مواطنيه وساكنيه شأنها شأن حق العوده وتقرير المصير وأقامه الدوله الفلسطينيه المستقله وهي ثوابت لاتخضع لمعايير التأييد والمعارضه وأن مجرد التلويح بالعبث بها هي نوع من اللعب بالنار لاتحمد عقباه  والاردنيون  مدركين بأن الحكومات هي جزء مهم من تركيبه الدوله الاردنيه وأن معارضتهم لها تأتي من باب السياسات والممارسات وليس من باب الاشخاص وأليه التشكيل وأن عدم قدره بعض الحكومات على أستيعاب المتغيرات المحليه والعالميه لايعني بالضروره تغيير القناعات والمفاهيم الراسخه لدى الاردنيين بشكل عام رغم وجود طرح متقدم من مؤسسه الحكم كانت الحكومات عاجزه عن أمكانيه ترجمته الى ارض الواقع  وبماأنسحب هذا العجز ايضا على هذه الاحزاب والجماعات فخرج البعض ليتصور بأن الظروف الموضوعيه والاجتماعيه في الاردن قد أصبحت بمستوى هذا الطرح الغريب عن تصورات الاردنيين لمستقبل العمليه السياسيه الاردنيه ومستقبل الدوله ونظام الحكم فيها ومحاوله خلط الاوراق وأستباحه المحرمات بحجه الاصلاح مفسحين المجال أمام منظري الصهيونيه العالميه وما عجزوا عن طرحه على مر الصراع العربي الصهيوني متناسين بأن كل هذه المحاولات وما سبقها كانت ترتطم بصخره الصمود الفلسطيني ومحاولات تذويب الهويه الوطنيه الفلسطينيه والاصرار التام على حق العوده وعدم أذابه ظاهره المخيمات كظاهره وذاكره حيه للنضال الفلسطيني الطويل الذي لم ولن ينتهي الا على ارض فلسطين الطهور

أن الطرح المتناقض والذي تمثل بألامس بمحاوله تشويه فرحه الاردنيين بأعيادهم الوطنيه والطرح الحالي على الجانب الاخر بالانخراط التام في العمليه السياسيه من دون ضوابط وثوابت أضافه الى النغمات الجديده والعزف الجديد على وتر القوميه العربيه تاره والاسلاميه الشموليه تاره أخرى يطرح تسأؤلاا عن مرجعيه هذه الجماعات واهدافها وما هو المخطط الذي يريدون جر البلد له وقد كانت هذه الاطروحات  بمثابه رسائل واضحه وبهدف سياسي بأمتياز أعلى من مستوى الحكومه وأدنى من المستوى الجماهيري لابتعادهم بألاساس عن معاناه وهموم الشارع وحاله التهميش الشعبي والحكومي التي وضعوا أنفسهم بها أضافه الى اكتظاظ الشارع السياسي الاردني وعدم قدرتهم على أستيعاب الحاله الاردنيه  وخصوصيتها وهي أشاره حمراء واضحه للحكومه من الحلفاء السابقين بأننا هنا موجودين ولاتحاولو القفز علينا ولكنها جأءت من الاتجاهات الخاطئه ومن الجوانب المحرمه شعبيا قبل أن تكون حكوميا ولعبا بالنار فأفقدتهم ثقه غالبيه الشعب الاردني وأصبحو محل سخطهم وغضبهم ولمن نسي نشأه الدوله الاردنيه نقول له بأنها نشأت من رحم الثوره العربيه الكبرى ومن رجالات الاستقلال في العالم العربي كافه وأن رجالات الحكم كانوا في غالبيتهم من العرب فكان الاردن عربي المعالم والنشأه بأطار هاشمي أوسع من العروبه واقرب الى العبق النبوي المحمدي فكانت حاضنه لكل من شعر بالظلم وأرضا لمن سلبت أرضه وواحه أمن في زمن فقد فيه الامان متفقين على الاصل ومختلفين على الفروع فكفى مزايده بمشاعر الشعب واي فكر هذا الذي تحملون وأي طريق هذا الذي تريدون أن تسلكوه بنا تاره تريدون قتل فرحنا واخرى تشككون في وطنيتنا وتاره تريدون تغيير ما أمتزنا به على العرب فما الذي تريدون ؟  وألام تحتتكمون ؟

أقول لمن سلك هذا الطريق  ما  هكذا تكون المعارضه وما هكذا تكون أدبيات الرسائل ؟  لقد أبتعدتم  كثيرا عن هموم الشارع ومعاناته وعجزتم عن فهم الحاله الاردنيه حالكم حال الحكومات