أكذوبة الحرية والديمقراطية


الحرية بشكل عام والرأي والرأي الآخر تكاد تكون غير معرفة او مفهومة في الكثير مما يخصهما، وفيما اذا كان المعنى او التفسير لتلك العبارات كما وردت في القوانين والانظمة بذات السوية عند الجهات المعنية القانونية والاعلامية على مختلف انواعها واشكالها او انها ملتبسة ومطاطة بما يؤدي الى احكام ليست من نوع واحد في امر واحد تكرر هنا او هناك.
الاعلام عموما هو المجال الاكبر لممارسة الحرية في إبداء الرأي، غير انه يختلف في ممارستها بين مكان وآخر، وهذا يفسر التصنيف الذي صدر أخيراً لمستوى الحريات الصحفية وحلت فيه عربيا بالمركز الاول والاردن في المركز الحادي عشر، والحال يعني ان الاعلام العربي تحكمه وتسيره الانظمة الحاكمة في كل بلد اضافة لقوة المال التي تفرض نفسها دائما، ولا يختلف الامر في الدول الديمقراطية غير العربية كثيرا فتجده مسيرا ايضا لكن من قوة المال اكثر من فرض التبعية لأنظمة الحكم.
وفي المستوى العالمي يكون الاعلام منقسما او منحازا في الامور والاحداث الدولية، ويجري ذلك بموجب التبعية السياسية والاقتصادية للدول عموما عبر تحالفات واتفاقيات، وكذلك من خلال تشاركية المصالح او تضاربها. وفي واقع اليوم ينقسم الاعلام الدولي حول ما تقف خلفه روسيا وذاك الذي تريده امريكا، وعلى سبيل المثال فإن موقف الاعلام في الدول وكذلك الشعوب حول ما يجري في سورية تجده يتحدد تبعا لجهة الوقوف مع جانب ضد الآخر، وينطبق الحال على كل قضايا المنطقة وازماتها ذات الصبغة الدولية، وبطبيعة الحال يكون ذلك وفقا للمصالح اكثر مما يخص المبادئ.
الحديث عن حريات وديمقراطية والدفاع عنها يكون غالبا شعارت وكلام ليس في جوهره ايمان حقيقي بهما، وهو بالمجمل يذكر بالطرفة التي تحدثت عن نقاش ساخن بين سوفييتي وامريكي عندما تحدى الاخير السوفييتي بالحرية في امريكا وكيف انه يستطيع ان يقف امام البيت الابيض ويشتم الرئيس الامريكي دون خوف من اي ملاحقة، فرد عليه السوفييتي انه يستطيع مثله ان يقف امام الكرملين ويشتم الرئيس الامريكي دون خوف او ملاحقة ايضا!!