ذكرى رحيل قائد شجاع / خالد هجهوج
ذكرى تمر كما كل الذكريات ولكن لها خاصية تمس رجل شجاع عاش شجاعا كريم النفس وغادر وهو شجاع لم يحني رأسه يوما إلا لله عز وجل .
تلك الذكرى التي تجاهلها البعض وكثير كثير من أجهزة إعلامنا وصحفنا ولم يتم الإشارة لها كما يشار إلى البعض ممن غادروا الحياة ومنهم لم يفعل شيئا خلال حياته ولم يخدم وطنا ولم يقدم ما يتداوله الناس في غيابه .
تلك الذكرى ذكرى رجل له بصمات واضحة في مجال العسكرية التي تجاهلت (علاقاتها العامة عبر التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية )الإشارة إليه فقط لأنه عاش بطلا يشار إليه بالبنان ولم يتحدث عن نفسه ولا عن بطولاته ولم يمت كما مات البعض ممن تنشر صورهم وتزور مواقفهم ويصبحوا أبطالا رغم أنهم لم يفعلوا في حياتهم سوى جمع الأموال وتوريث الابناء وطأطأة الرأس من اجل المصالح الخاصة .
تلك الذكرى ذكرى رحيل قائد شجاع تشهد له ارض الجولان السورية وفلسطين والأردن ذلك هو المغفور له اللواء الركن خالد هجهوج المجالي الذي لم يختبئ يوما وراء اسم عشيرة ولم يعرف إلا باسمه الأول والثاني طيلة حياته وكان يكنى بأسماء عشائر أخرى كان يفتخر بها .
فقيدنا أبا سرحان رجل يمتلك أفضل السجايا المثلى التي يتصف بها المرء إنها الشجاعة وليس هناك سجية تسمو على الشجاعة فضيلة والأدلة على ذلك كثيرة فمنها ماهو خاص ومنها ماهو عام والشجاع قد لا يجد عددا كبيرا من الناس يحبه ولكنه سيجد حتما من يقدره ويحترمه ويهابه وخلاصة القول ان الشجاعة هي العامل الأول الرئيس التي تجعل المرء يفرض احترامه ووقاره حتى على أعدائه كما هو فقيدنا .
وإذا كانت الشجاعة من حيث هي وأنى كانت صفة من الصفات المحمودة التي تفرض الاحترام لصاحبها فان الشجاعة التي كان يمتلكها الفقيد أبا سرحان كانت شجاعة متواضعة لم يتحدث عنها شخصيا ولكن تحدث عنها من شهدوا له مواقفه البطولية عبر تاريخه العسكري .
رحم الله خالد هجهوج واسكنه فسيح جناته فانه عاش شجاعا كريما ومتواضعا وغادر كذلك .