الانسحاب من أفغانستان قريب وواسع

 




حذر قادة عسكريون سابقون من أن تعجيل الرئيس أوباما لسحب القوات الأميركية من أفغانستان في وقت الانتخابات الرئاسية عام 2012 يخاطر بقلب المكاسب الهامة التي تحققت ضد حركة طالبان، وقال الجنرال المتقاعد جاك كين، كبير مستشاري ديفد بترايوس القائد السابق للقوات الأميركية بأفغانستان ومهندس التعزيز الناجح للقوات في العراق عام 2007، إن الانسحاب ليس سريعا جدا فحسب بل هو كبير جدا كذلك. وأضاف أننا بذلك سنطالب القوات بالقيام بالمزيد في وقت أقل وهذا معناه للأسف زيادة في الخسائر.
وأشارت واشنطن تايمز إلى أن أوباما أمر البنتاغون الشهر الماضي بسحب 10 آلاف جندي من أفغانستان مع نهاية العام و23 ألف آخرين مع الصيف القادم. وهذا سيترك نحو 70 ألف جندي أميركي في البلد، وقالت الصحيفة إن الرئيس أمر بزيادة بنحو 30 ألف جندي في ديسمبر/كانون الأول عام 2009 لتكثيف القتال ضد قوة طالبان النامية.
وشكا النائب الجمهوري ألن بي وست من فلوريدا من أن أوباما أمر بسحب القوات دون ربط هذا الأمر بالظروف على الأرض. وأضاف أنه من الضروري أن يكون هناك عمليات مبنية على الظروف تملي كيفية الانتقال من مرحلة إلى مرحلة. وهذا معناه أن الرئيس لم يقدم إستراتيجية.
بعض القلق
واستطرد وست أن طالبان تحاول بالفعل الاستفادة سياسيا من جدول انسحاب أوباما. وقال إن بعض قادة القبائل في المناطق التي تهددها طالبان بدؤوا يقلقون من أن الولايات المتحدة ستتخلى عنهم، لكن النائب الجمهوري دنكان هنتر من كاليفورنيا قال إن إعلان أوباما كان يجب ألا يكون مفاجئا لأحد. وأضاف أن القادة الأميركيين كانوا يعرفون أن أوباما سيبدأ في خفض القوات هذا الصيف عندما أعلن عن الزيادة قبل عام. والجيش الأفغاني أيضا يزداد قوة وسيكون في وضع بعد عام من الآن ليتولى مهام المناطق التي تحرسها قوات الناتو.
وقال وست الذي عاد مؤخرا من قواعد عمليات أمامية في أفغانستان إن هناك مناطق في جنوب غرب البلاد ما زالت غير خاضعة لسيطرة الحلفاء حيث تتقهقر طالبان ثم تشن هجمات مضادة. وأضاف أن تقليل القوات هناك يثير مخاطر كثيرة بسبب هذه الملاذات الآمنة. وأهم شيء يجب عمله هو حرمان هذا العدو من الملاذات لتجفيف مخابئه التي يجد فيها فرصة للتجنيد والتدريب والحصول على المؤن.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض القلق ينبع من حقيقة أن جدول أوباما الزمني لسحب القوات لم يكن أحد الخيارات التي أوصى بها الجنرال بترايوس أو قيادة الأركان المشتركة، وختمت بأنه من المفترض أن يصل عدد الجيش الوطني الأفغاني، الذي يعاني من ارتفاع معدلات الأمية والاستنزاف، إلى نحو 171 ألف مع نهاية العام. والجدول الزمني للناتو يدعو إلى ذلك كما أن قوة الشرطة ستصل إلى 134 ألف بحلول عام 2014 للاضطلاع بكل مهام مكافحة التمرد.