الثوار الليبيون يسيطرون على "القواليش" ويتقدمون نحو طرابلس

سيطر الثوار الليبيون امس الاربعاء على قرية القواليش الواقعة الى جنوب شرق العاصمة طرابلس بعد معركة استمرت ست ساعات مع قوات العقيد الليبي معمر القذافي.
وتدفق عشرات من المقاتلين من المعارضة على القرية ومن نقطة تفتيش انسحبت منها القوات الحكومية وأخذوا يطلقون النار في الهواء وهم يكبرون احتفالا بالسيطرة على القرية.
 وأفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية ان تبادلا كثيفا للقصف المدفعي سجل بين الثوار وكتائب القذافي في منطقة القواليش على بعد حوالي خمسين كلم من العاصمة، ادى الى استيلاء الثوار عليها وأسر عدد من المرتزقة وأفاد العديد من الأسرى انهم أتوا من غانا ومالي.
وحلقت طائرات حلف شمال الاطلسي ايضا فوق المنطقة لكن من دون ان تقصف وكانت تساعد الثوار من خلال عمليات استطلاع. بعدما صدوا قوات معمر القذافي وأسروا العديد من المرتزقة.
وتأتي السيطرة على هذا الموقع داخل الصحراء بعد بضع ساعات من بدء هجوم ضد قوات القذافي بالتنسيق مع الحلف الاطلسي.
وقال أحد اعضاء اللجنة الثورية في الزنتان "كنا ننتظر قبل شن هذا الهجوم، لقد حصلنا اخيرا على الضوء الاخضر من قبل الحلف الاطلسي هذا الصباح وقد بدأ الهجوم".
وكان الثوار الليبيون اكدوا سابقا أنهم يستعدون لشن هجوم كبير في غضون 48 ساعة لاستعادة مواقع جنوب طرابلس كانت سيطرت عليها قوات القذافي.
وقال المتحدث باسم الثوار احمد عمر باني في بنغازي "عاصمة" الثوار في شرق ليبيا "في اليومين المقبلين سيكون هناك تطورات جديدة على خط الجبهة هذا"، مؤكدا ان الثوار يريدون دفع خط الجبهة الى الشمال باتجاه طرابلس.
وكان الثوار استولوا في 28 حزيران (يونيو) على مخزن ذخائر كبير في منطقة صحراوية على بعد 25 كلم جنوب الزنتان.
ويسعى الثوار بشكل خاص الى السيطرة على بئر الغنم، وهي معبر استراتيجي يقع على بعد 50 كلم جنوب طرابلس، لكي يتمكنوا من الوصول الى مشارف العاصمة الليبية.
والهدف الثاني لهذا الهجوم هو مدينة غريان حيث تقع حاميات الجيش الليبي التي يعتبرها الثوار ممرا استراتيجيا نحو طرابلس.
واعلن الحلف الاطلسي امس انه دمر ست آليات عسكرية منها اربع دبابات لكتائب القذافي في غريان.
وكان حلف شمال الاطلسي اعلن السبت انه كثف ضرباته الجوية في غرب ليبيا ودمر حوالي 50 هدفا عسكريا خلال الاسبوع.
وشمل القصف اهدافا تقع في جبل نفوسة قرب الحدود التونسية وفي مدينة مصراتة كما جاء في بيان للحلف.
واعلن الثوار الذين يسيطرون على مدينة مصراتة ان 16 شخصا معظمهم من المدنيين قتلوا في قصف كتائب القذافي.
والى جانب هذا الدعم الجوي، حظي الثوار في تلك المنطقة بدعم إضافي عبر تلقيهم اسلحة القتها فرنسا جوا.
لكن فرنسا اوقفت عمليات القاء السلاح الذي كان موضع خلاف في صفوف التحالف الدولي بعد ان اعربت حليفتها بريطانيا عن تحفظات وازداد انتقاد المعارضين للتدخل العسكري في ليبيا وخصوصا من قبل روسيا.
وفي هذه المنطقة الجبلية يعاني عشرات الاف السكان من نقص في المواد الغذائية ويعتمدون اساسا على المساعدة الغذائية بحسب تقرير لبرنامج الاغذية العالمي وضع خلال اول مهمة تقييم للامم المتحدة في جبل نفوسة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي اعلن المسؤول الثاني في المجلس الوطني الانتقالي اول من امس في انقرة ان الثوار يواجهون مشاكل مالية جدية.
واعلنت مجموعة الاتصال حول ليبيا التي تضم كل الدول المشاركة في حملة الحلف الاطلسي ضد نظام القذافي ان مسألة تسوية المشاكل المالية للثوار الليبيين ستكون في صلب اجتماعها الرابع الذي يعقد في اسطنبول في 15 تموز (يوليو).
وسيشارك المجلس الوطني الانتقالي للمرة الاولى في مباحثات في مقر الحلف الاطلسي في بروكسل. وافاد دبلوماسيون ان ممثلي المجلس الانتقالي سيلتقون مسؤولين اوروبيين كبارا وخصوصا رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي.
 وتشهد ليبيا منذ منتصف شباط (فبراير) انتفاضة ضد نظام الزعيم معمر القذافي.
والقسم الغربي من البلاد يسيطر عليه النظام باستثناء مصراتة وجبل نفوسة، واقام الثوار "عاصمتهم" في بنغازي .
وفي نهاية حزيران (يونيو)، اصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق القذافي ونجله سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضـد الانسانية في ليبيا.