!! الاخبار الماجورة والمهجورة !!
زلزال الاقلام الماجورةوالاخرى مهجورة!! وعلى عكس ما يردد دائما في وسائل الإعلام والمؤتمرات والندوات أننا في عصر المعلومة الشفافة، أعتقد أن ما يحدث حاليا في وسائل الإعلام العربية وحتى بعض العالمية،أقرب إلى "إظلام" للعقول أكثر منه تنويرا لها. فجولة لا تتجاوز الساعة الواحدة، على عدة وسائط إعلامية كالقنوات الفضائية والصحف الإلكترونية والورقية التي تصدر من مختلف دول العالم العربي، تُشعر المتابع أنه بدلا من أن يحصل على معلومة صحيحة يثق في أنه سيكون صادقا في حال نقلها أو تحدث بها، سيخرج وفي رأسه معركة طاحنة من ان الاقلام الماجورة والاخرى مهجورة وان الأفكار والمعلومات المتناقضة والروايات المنقولة بشكل ارتجالي، مما يحدث تشويشا كبيرا في تفكيره وطريقة تعاطيه مع الأحداث المتلاحقة التي يمر بها العالم العربي على وجه الخصوص. فالحرب الإعلامية بين وسائل الإعلام ـ كل حسب ليلاه ـ التي تستعمل فيها أدوات مضحكة وبدائية أحيانا، جعلت المتلقي يشك في صدقية أي خبر مهما كانت دلائله، بسبب طغيان نظرية التلفيق التقني في ذهن المتلقي، بعد أن انكشف تزوير بعض الأخبار واستخدام التقنية في توجيهها حسب ما يريده القائمون على الوسيلة الإعلامية. بل سمعت أحدهم يتحسر على القناة الواحدة والصحيفة الواحدة التي لا تنطق إلا برأي واحد في زمن مضى، فهي ـ حسب رأيه ـ تكوِّن لديه رأيا واحدا تجاه القضية المطروحة، حتى وإن كان هذا الرأي خاطئا فهو على الأقل "مريح ذهنيا"..!!. الحقيقة المرة أن الإعلامي في جميع وسائل الإعلام العربية يعيش هذه الأيام وضعا صعبا جدا، فهو بين خيارات جميعها أمر من العلقم، ولا يستطيع الخروج منها بسهولة، فهو إما أن يكون بوقا يردد كل ما يملى عليه دون مجرد النقاش، أو أن يخسر عمله، وفي كلتا الحالتين سيكون متهما بالكذب والتضليل من قبل عامة الناس وخاصتهم، أو بالخيانة وعدم أداء الأمانة من قبل المسؤولين عنه..!!. مشكلة كثير من وسائل الإعلام أنها أصبحت لا تدري من تخاطب وعمن تدافع وإلى أي مدى وعن أي أوطان تتحدث؟ ولأننا في زمن "الفتن" ـ كما يقول البعض ـ فإنني أجزم أن الإعلام العربي يعيش بحق "فتنة" داخل أسواره لن ينجو منها إلا القليل،.. ولكن كيف سينجون.. ومتى؟ azghoul17@yahooo.com