المحامي فيصل البطاينة يكتب : وهن المطبخ السياسي الاردني

تعود بي الذكرى الى النصف الثاني من القرن الماضي يوم تعرضت البلاد لأزمات أقتصادية وسياسية واجتماعية تفوق أزمات اليوم أضعافاً مضاعفة، في تلك الأيام قاد الكربلائي القرشي سفينة الأردنيين الى شاطيء الأمان ببسالة نادر نالت اعجاب العدو قبل الصديق في تلك الأيام القيادة الهاشمية هي ذاتها اليوم حاملة مشعل الهداية للعالمين .

والشعب الأردني هو ذاته الذي ما عرف الا الانتماء للوطن والولاء لقيادته الهاشمية .

في تلك الأيام كان المطبخ السياسي الأردني يعج بالرجال الرجال ديوان الحسين العامر هو ديوان الشعب الأردني من العقبة الى عقربا و القنوات بينه وبين الرعية مفتوحة على مصراعيها والمستشارون من حول الملك جنود أوفياء مؤتمنون يحفظون الحديث النبوي عن ظاهر قلب  (المستشار مؤتمن) .

وحكومة الحسين من كان وزرائها رجال غضيضة عن الشر أعينهم ثقيلة على الباطل أرجلهم لا يغمز جانبهم كتغماز التين . عفيفي اللسان نظيفي اليد تحسبهم أغنياء من التعفف لا يعرفون لغة الآلاف أو الملايين أو المليارات كما هم اليوم اذا أخذوا سلفة من أجل سفرة خارجية اعادوا لبيت المال ما لم ينفقوه لأنهم آمناء حتى في صرفهم على انفسهم وعلى عائلاتهم واذا واجهوا المجالس النيابية يحصلون على ثقتها بالقطارة رغم نزاهتهم وترفعهم عن الصغائر وحتى عن سياسة الاسترضاء وتوزيع الاسلاب والغنائم لا يعرفون الكازينوها والهروب من المسؤوليات لإجراءات غير قانونية.

 

أما الدوائر الأمنية فكانت المعروفة على الدوام بأنها حاملة لواء الأمن والاستقرار الوطني في المشرق العربي بأسره دوائرهم لم يدخلها أحد من باب الاَ وسرعان ما يخرج منه بعكس بعض الدوائر في البلاد الشقيقة والصديقة التي من يدخلها لا يخرج منها .

 

هذا هو المطبخ السياسي الاردني الذي بانتمائه وولادته وحنكة وأمانته في تقديم الاستشارة لولي الأمر وترفعهم عن المصالح الشخصية الذي كان له اليد الطولي مع طيبة الشعب الأردني واصالته وايمانه بقيادته الهاشمية على تحدي الأخطار والصعاب والأزمات مهما تعاظمت.

 

أما اليوم القيادة الراشدة لا زالت وستبقى حاملة لمشاعل الهداية والرشد لهذه الأمة .

والشعب الاردني على حاله طيباً أصيلاً يحافظ على الثوابت الاردنية ولا يتزحزح عنها قيد أنملة ولا زالت كما نقشها صلاح أبو زيد مؤسس الإعلام المرعب لأنه إعلام الوطن وليس إعلام الحكومات على الدوار الثالث .

 

وليس كما تستروا خلفها كشعار بلا مضمون  أبناء مدرسة الاعلام المرعوب في هذه الأيام لأنه إعلام حكومات وليس اعلام وطن

 

إنها ثوابت الأردنيين بعد ان سيجوا الوطن بجماجم شهدائهم وبنوه بسواعدهم أشرف السواعد انهم الاردنيون الذين كانوا طليعة جند الثورة العربية الكبرى التي فجرها المنقذ الأعظم وحمل الراية من بعده الغر الميامين من بني هاشم الابرار الاطهار فكان ولا يزال ثابتهم مليكهم عبدالله الثاني بن الحسين حفظه المولى ورعاه .

 

واخيراً المطبخ السياسي في هذه الأيام الذي أصابه من الضعف والوهن ما لا يبشر بالخير الأكيد بين حكومة ليست على قدر المسؤولية تنقص رجالاتها الخبرة والقدرة على مواجهة الأخطار وتعتمد سياسة الغاية تبرر الواسطة وسياسة الاسترضاء والضحك على الذقون هي عدتها والتحديات وبين ديوان لن تستطيع قوى الشد العكسي مهما حاولت ابعاد الاردنيين عن حبيبهم واملهم أبا الحسين .

 

رغم ذلك كله ورغم تعالي أصوات النشاز وابواق الخيانة والمندسين الذين تطاولوا على آل البيت وغمزوا من قناتهم ومن قناة أهل بيتهم الى ان وصلت عند بعض التجمعات غير المسؤولة الى ان وصلت الخساسة التابعة لتنظيم رعاة النظام وسمح له ان يمارس نشاطه تحت اسم الجماعة على ان يطالبوا بالأمس من خلال بعض المنابر الاعلامية بتغيير أسم المملكة الاردنية الهاشمية لتصبح المملكة الاردنية العربية .

 

حمى الله الاردن والاردنيين ملكاً هاشمياً ذخراً للأمتين وصاحباً للشرعيتين وشعباً أردنياً ما عرف الاَ الاخلاص لثوابته على مدى الأيام .

 

الله                    الوطن                                المليك