طلال أبو غزالة- الأردن الشامخ في رَجُل الشموخ

أخبار البلد -  من رحم المعاناة، من اللجوء الفلسطيني، وُلِدَ أسطورة الإبداع، د. طلال أبو غزالة، فقد أبى إلا وأن يكون أفضل مِنَ المُحتل لوطنه، فلسطين العربية، فلجأ إلى لبنان طفلاً في العاشرة من عمره، يتحدى معاناته وتشرده عن وطنه، لا سيما وأنه يعتبر المعاناة نعمة وليست نِقمَة !!،وكان هدفه التفوق على ذاته وظروفه الدافع الأساس له في الوصول إلى أرفع المناصب العالمية ، وإلى إمبراطورية طلال أبو غزالة والتي قد زادت مكاتبها عن مئة مكتب منتشرة في دول العالم، تصدح بصوت عالٍ، أنا اللاجئ الفلسطيني ، أنا المواطن الأردني، أنا العربي ، المُسلم!!. 

     كان العِلْم سلاحه، تقدم في دراسته الإبتدائية وحتى إنهاء المرحلة الثانوية بتفوق وتميز، وكان ترتيبه الأول على لبنان، فحظي بذلك على المنحة للدراسة الجامعية، وأنهى الدراسة الجامعية بتفوق كما قد إعتاد على ذلك، فهو لن يكون إلا بالترتيب الأول !!.

     عاش في الكويت ، وأسس أول مكتب له في الكويت !!،وحتى بداية عِقد التسعينات، عندما كان اللجوء الثاني له إلى الأردن!!، في بداية حرب العراق على الكويت!!، وجاء كما وصل لبنان في لجوئه الأول، ليبدأ معاناة جديدة، وهي بالنسبة له رحمة!!، فهي تصنع الرجال!!، وبدأ حياته من جديد، ولكنه ذو سلاح بالعلم هذه المرة، فالإرادة لديه قوية جداً، والإرادة تصنع المستحيل!!، فعمل من خلال علاقاته ، ووقف إلى جانبه كل من عرفه سابقاً، فكانت بدايته ذات صعوبات شديدة، وإستطاع بإرادته تذليلها، وتخطاها !!!.

       إذا حالفك الحظ وجلست معه، تجد في مُجالسته الود والإحترام والتقدير، الرجل العصامي الذكي ، المبدع الطموح، البسيط رُغمَ عُلُو شأنه، مُحِبَّاً لوطنه الأردن ومليكه والعائلة الهاشمية ، ولن تكون تلك المسافة بينك وبينه، فتواضعه علامة فارقة تجذبك إلى حُبِّه والإستماع إلى حديثه الممتع.فمحبة الناس هي هدف سامي له، فلا يبحث عن عَظَمَة ولا مال، رُغمَ أعماله العظيمة لوطنه جعلته عظيماً بمواقفه، فهو صاحب رسالة هادفة، أن يجعل من وطنه وطناً معرِفيَّاً، ليس الأردن فقط، بل الوطن العربي أجمع!!، نبيل بهدفه، نبيل برسالته !!.

      لم يقف عند هذا الحد بتفوقه، إذ تبوأ عدة مناصب رفيعة في هيئة الأمم المتحدة!!، ستة عشر منصباً رفيعاً، إلى أن تم دعوته من قِبَلِ أمين عام الأمم المتحدة لتشكيل فريق الأمم المتحدة للتقنيات والإتصالات على مستوى العالم!!!، وكان من ضمن إثنتي وخمسون شخصية عالمية تم إختيارهم على مستوى العالم، حتى أنه تم إنتخابه رئيساً للفريق هذا !!!، وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على المكانة المرموقة، العظيمة التي تزهو بشخصية د. طلال أبو غزالة!!!، وعند إختياره رئيساً للفريق، قال كلمة حق عجزت عنها الكتب والمناصب أن تقولها!!، فعَرَّف الْعَالَم بأسره، أن إبن فلسطين، الأردني، العربي ، المسلم هو مبدع ، عالم، متفوق، ذو رسالة إنسانية!!.

      وقد تم تعيينه عَيْنَاً في مجلس الأعيان الأردني بإرادة ملكية سامية، وكذلك نال وسام الإستقلال من الدرجة الأولى.
فهنيئاً للأردن والعرب جميعاً بالنابغة د. طلال أبو غزالة، وحفظكم الله ورعاكم د. طلال لخدمة الأردن وأهله تحت ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم.