(لعبة الأسماء) في انتخابات (الكتّاب)
عطفاً على مقالي السابق هناك إشارة واعتذار; أبدأ بالإشارة, إذ ينبغي التذكير أن الصديقين: جمال ناجي, الذي أطلق تسمية "التجمع الثقافي الديمقراطي", وزهير أبو شايب, الذي أطلق تسمية "القدس" قد اعتزلا العمل الانتخابي, واكتفيا بالمراقبة, وربما بذلك يمتلكان رؤية موضوعية للحُكْم على الانتخابات.
أما الاعتذار فمبعثه اعتمادي على ما شاع بأن بعض رموز "التجمع" مؤيدون لـ"أوسلو" و"وادي عربة", ولأنني لست في وارد تأصيل المعلومة في بحث علمي, يجب عليّ الاعتذار لأصدقائي في "التجمع".
بعد كتابتي مقالين حول انتخابات الرابطة, وكشف ما يجري في كواليسها, أثارتني تعليقات القراء, وردود الأصدقاء بالتركيز الكثيف على "لعبة الأسماء", ومحاولة توقع أسماء الأعضاء الفائزين, وهذا لا يقتصر على التعليقات التي يضعها القراء, في أسفل المقال, بل ينتقل إلى الرغبة المعبر عنها في رسالة عبر البريد الإلكتروني, أو المكالمات الهاتفية.
"لعبة الأسماء" توحي بأن الحصيلة الإنتخابية تعتمد على أحصنة رابحة, أو أن هناك مجالاً لإختراقات فردية لمستقلين, أو تيارات من غير ثنائي القدس - التجمع; غير أن التجربة تؤكد أن عكس ذلك, فلا فرصة لمستقلين من خارج القوائم, أما التيارات الأخرى فهي ليست سوى بلوكات انتخابية عائمة في اليوم الانتخابي.
وفي الواقع أن انشقاقات سبق أن حصلت في قمة الكتلتين الرئيستين, لم تنجح في التأثير على أدائهما ونتائجهما, بل زادتهما ضراوة وكفاءة في خوض المنافسة.
يمكن القول: أن انتخابات الكتاب تبرز أن "القدس" و"التجمع" هما كتلتان صلبتان, ويصعب تجاوزهما أو تحييد وتفتيت تأثيرهما في العملية الانتخابية.
وعليه فإن عدد الأصوات التي ينالها التيار هو حصيلة قاعدته الانتخابية, ومواقفه, وإدارته العمليةَ الانتخابية نفسها, ولا تقررها الأسماء وحدها.
كما أن "لعبة الأسماء" تحجبها المرايا ولا تعكسها, وتحديدها ليس بالنظر في "الاسم", فهناك "هوس" للناس, في كلّ تيار, يتغلب في نهاية المطاف على سواه.
الاتجاه الثاني يؤكد أن "لعبة الأسماء" يحكمها المزاج وعوامل شخصية, وأنها لا تستقيم في سياق علمي, والتدليل على ذلك قراءتي لخارطة الانتخابات, في مقالي "انتخابات الكتّاب.. حسبة بسيطة", حيث أدار كل طرف "لعبة الأسماء" على هواه.
ولأن "الحسبة" بسيطة, فإن "لعبة الأسماء" قد يلعبها كثيرون ولا يحسمها يوم الجمعة المقبل إلاّ "القدس" و"التجمع", مهما كانت النتائج.