ويسكي حلال وسيجارة سعادة!

 

 


آخر صرعات الناشطة الكويتية المثيرة للجدل سلوى المطيري، وفي سعيها الحثيث لإيجاد أرض وسط بين «مُتع الغرب» و»قيم الإسلام والشرق العربي» أعلنت عن سعيها لتصنيع مشروبات روحية «ويسكي» و»سيجارة» حلال!

المطيري كشفت عن مشروعاتها الجديدة(!) في حوارها مع صحيفة «السياسة» بطرح «الويسكي الحلال» و»سيجارة السعادة»، وتقديم اعتذار عن «الجواري والعبيد» اقول المطيري عن الويسكي الحلال أنه شراب طبيعي يمنحك الشعور بالبهجة ويجدد طاقتك، أما مكوناته فهي من خلطة أعشاب طبيعية مثل نعناع ومرمية ويانسون وأعشاب أخرى مهدئة للأعصاب ولذيذة الطعم «تشرب منه كأسًا فتشعر بالسعادة والهدوء» وقد أخذت المطيري عينة إلى مختبر وزارة البلدية بانتظار النتيجة وصدور الموافقة كي تبدأ العمل وطرح هذا المنتج في الأسواق!

أما «سيجارة السعادة» فتتكون من خلطة أعشاب طبيعية لها رائحة عطرة كالبخور «تدخن سيجارة فتشعر بالمرح والتفاؤل وتتعطر رائحة فمك على عكس ما تفعله السيجارة العادية»!!

فيما يخص الاعتذار، عن قصة الجواري والعبيد، فقد كانت المطيري دعت لفتح مكاتب للجواري في الكويت للحد من زنا الرجال، عبر «شراء» سبايا الحرب الروسيات من الشيشانيين، والدعوة لإصدار قانون يتيح للكويتيات شراء (أزواج حلوين) من دول إسلامية، وبمواصفات خاصة بهدف تحسين النسل والقضاء على العنوسة في الكويت!

حينما قرأت خبر الجواري والعبيد، حسبتها من اختراعات الإعلام، ولم يخطر ببالي قد أن ثمة امرأة عربية يمكن أن تنحو هذا المنحى في التفكير، خاصة وأن الإسلام ذاته سعى بكل الطرق للقضاء على ظاهرة العبودية، التي جاء وهي موجودة، ولم يستحدثها، فكيف بمن يريد إحياءها؟ المطيري كما يبدو شعرت بالخطأ الفاحش الذي ارتكبته، فاعتذرت عنه، ولكنه تحول إلى مادة دسمة للاعلام الباحث أبدا عن الغرائب والعجائب، وما أن هدأت عاصفة الجواري، حتى بادرت «الناشطة» الكويتية (ناشطة في ماذا!؟) إلى اجتراح شيء غريب وجديد/ للاستمرار في بقائها في دائرة الضوء الإعلامي، فخرجت علينا بقصة الويسكي الإسلامي، والسيجارة الحلال، على اعتبار أن من يريد أن يعاقر الويسكي أو يدخن السجائر يهمه الحلال والحرام!!

المشهد بمجمله يأخذنا إلى لون ما من ألوان الشعور بالهزيمة الفكرية وتقليد المهزوم لهازمه، مما تحدث عنه ابن خلدون، في مقدمته حينما رأى أن السبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه، إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلبٍ طبيعي إنما هو لكمال الغالب، ويقول ايضا: ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها و أشكالها بل وفي ساير أحواله.. ولو كان ابن خلدون حيا لأكمل: وفي شربهم للويسكي والسجائر، ولا أدري في النهاية ما الحكمة من الإصرار على اختراع ويسكي إسلامي، أو سيجارة حلال، في زمن غطى فيه ربيع العرب على عيوب العرب، وغدت شعوب غربية كثيرة «تقلد» العرب في ثوراته واحتجاجه، بعد أن أنقذت ثورة مصر تحديدا «الجيل القادم» كله/ على حد تعبير سائق تاكسي أمريكي كان يتحدث بامتنان شديد لكاتبة مصرية!.

hilmias@gmail.com