عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون


 

 


يكثر الحديث في هذه الأيام عن فشل الإعلام الرسمي في التعبير عن مواقف الأردن الحقيقية والدفاع عن هذه المواقف وإنحسار الدور الذي كان يقوم به في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إضافة إلى تعدد المرجعيات الخاصة بهذا الإعلام وتشتتها وتخفيض ميزانية هذه المؤسسة بشكل لا يستطيع معه المدير العام إنجاز أية خطة للنهوض بهذا الإعلام وعدم قدرة الدائرة التجارية في جذب المعلنين بحيث ترفد هذه الإعلانات ميزانية هذه المؤسسة.

الآن تسلم إدارة هذه المؤسسة الزميل والصديق عدنان الزعبي وهو إعلامي مخضرم وصاحب رؤية عميقة في الإعلام الأردني إضافة إلى أنه كان يشغل منصب رئيس جمعية المذيعين الأردنيين ويعتقد الإعلاميون الحريصون على النهوض بالإعلام الرسمي الأردني أن الزميل الزعبي قادر على تغيير الإعلام النمطي الحالي لكنه بحاجة إلى الدعم من الحكومة لأن الميزانية الحالية للتلفزيون لا تكاد تغطي رواتب العاملين في هذه المؤسسة.

هذا عن الوضع المالي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون لكن هناك مسألة هامة جدا للنهوض بهذه المؤسسة وبالتالي بالإعلام الرسمي الأردني وهي إعادة هيكلة هذه المؤسسة بحيث تحاكي في عملها عمل الصحف اليومية ففي هذه الصحف التي هي عبارة عن خلية نحل لا يتوقف العمل فيها طيلة ساعات الليل والنهار هناك فصل تام بين الإدارة والتحرير فكل دائرة مستقلة استقلالا تاما من حيث العمل فالمدير العام عمله إداري مئة بالمئة وليست له أدنى علاقة بأقسام التحرير ورئيس التحرير عمله فني وإداري إلى حد ما في كل أقسام التحرير وليست له أدنى علاقة بالإدارة لكن الدائرتين تشكلان وحدة واحدة بالنسبة للصحيفة والتنسيق قائم بين مسؤوليها من أجل سير العمل في الصحيفة.

هذا الفصل بين التحرير والإدارة في كل صحف العالم تقريبا يجب أن يطبق في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بحيث يتفرغ المدير العام للعمل الإداري وإدارة المؤسسة وتطويرها بينما يكون رئيس التحرير مسؤولا عن أقسام الأخبار فقط وما يتبعها من أقسام فرعية وكذلك يكون للبرامج مدير مسؤول فقط عن البرامج بجميع أشكالها سواء كانت دراما أو برامج وثائقية أو تنموية أو ثقافية أو منوعة وهذه الهيكلة إذا ما طبقت في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون فستكون نتائجها عظيمة جدا وسيشهد الإعلام الرسمي الأردني نقلة نوعية لم يسبق لها مثيل كما سيلمس المشاهد والمستمع هذه النتائج وسيحقق الإعلام الأردني قفزة هائلة إلى الأمام خصوصا إذا أعطي مزيدا من الحرية والحركة والدعم المالي من قبل الحكومة.

يجب أن لا ننكر أن الإعلام الرسمي الأردني تراجع كثيرا في السنوات الماضية والسبب في ذلك أن الحكومات السابقة كانت تعين مدراء عامّين ليست لديهم أية خبرة في الإعلام ولم يعملوا ولو ساعة واحدة في حياتهم في أي وسيلة إعلامية لذلك فإن بعض هؤلاء المدراء كانوا يغيرون بسرعة لعدم قدرتهم على ادارة المؤسسة فنجد أن هذه المؤسسة الهامة قد تقلب عليها عشرات المدراء وبعضهم لم يمكث في منصبه أكثر من عدة أشهر.

nazeehgoussous@hotmail.com