كوارث الأخطاء السياسية


البريطانيون يقولون انهم اخطأوا عندما حاصروا حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات عام 2006 والامريكان يقرون بخطأ الحرب على العراق لأنهم سلموه عمليا لإيران، وفرنسا تقر بفساد ساركوزي وتقول انه مجرم ونتنياهو وزوجته في دائرة اتهام فساد وسرقات، ويبدو ان القائمة تطول وفيها خطأ صدام حسين في حربه على ايران ومن ثم احتلال الكويت دون حسابات دقيقة، وخطأ بشار الاسد في ادارته الازمة منذ البداية بما اتاح توسعتها واستمرارها الى الان، وخطأ السعودية في حربها مع اليمن ومن ثم وضع قطر في سلة ارهاب رغم تشابه السياسات الخليجية وكيف ركب السيسي موجتها لتحقيق فوائد وحضور من اي نوع حتى وإن ظهر فيه تابعا بعد تخليه عن جزر مصرية.
الاخطاء اعلاه كلها كارثية وحصدت مئات الألوف من البشر والثروات، وهي كلها اخطاء سياسية ارتكبتها الدول وفي احيان اخرى شاركت الشعوب الى جانبها. والاخطاء السياسية على مدى التاريخ الحديث هي التي جعلت العالم على ما هو عليه من توحش وفجور، وهي لا تبدأ من عند اودلوف هتلر الذي خسر الحرب واتاح تغيير خارطة العالم ولا من عند الرئيس السوفياتي غورباتشوف الذى دفع العالم الى الاحادية القطبية، ولا تنتهي ايضا عند ما يجري الان بدءا من الصومال ووصولا الى كوريا الشمالية.
قائمة الاخطاء السياسية العربية تكاد تكون هي الاكبر، وفيها ما يجري في ليبيا جراء سياسات القذافي طوال اربعة عقود، وحال تونس الذي استقر على رجل مريض، والمغرب الذي لا يحل مشكلة الصحراء والجزائر التي غابت فجأة وفقدت دورها، وعن السودان حدث ولا حرج من دارفور الى الانفصال، وعن مصر ما يثير الحزن بعد حكم مبارك اكثر من 30 عاما وقبله وتحكم بالنيل.
عشر سنوات عجاف من الانشقاق الفلسطيني مكنت اليهود من التهويد والاستيطان على اكبر واوسع نطاق وتجري الان مصالحة، وقرابة عقدين من التعزيز هنا لم يحصد الناس منها سوى انتظار لرفع سعر الخبز وازمة نفق الصحافة وليس هناك من يقر بخطأ او يفكر بالانسحاب، لا علي عبد الله صالح وبوتفليقة او حتى الروابدة والمجالي ومن هم من جيلهما او اكبر قليلا.