الوزير عبدالله ابو رمان وشقيقه الأصغر محمد صناعتان إعلاميتان تحتاجان القراءة قبل توجيه النقد المسبق
كان من الأفضل ألا ينبري بعض الصحافيين إلى توزيع بيان يصحح معلومة أن وزير الاتصال الأردني الجديد عبد الله أبو رمان كان نحرر في صحيفة البلد ولم يكن رئيسا للتحرير، فالقضية اليوم يجب ان تؤخذ في تفسير أهلية أبو رمان لهذا المنصب أم لا ، وهذه لها مواصفات تختلف عن منصب أو لا فليس كل رئيس تحرير صحيفة في الأردن له مؤهلات إعلامية وثقافية عالية بقدر تدخل المعرفة والواسطة وخمس سنوات كعضو في نقابة الصحافيين.
وما يثار على الشاب عبد الله قيل قبل فترة على شقيقه الأصغر الدكتور محمد أبو رمان الذي واجه نقدا بأهليته ككاتب صحافي ، بان يكون عضوا في لجنة الحوار الوطني، في فترة حرجة ومهمة صعبة جدا، وكل ما يقال اليوم عن عبدالله ابو رمان او ماقيل عن شقيقه محمد لم يكتب في مهنية وتقييم علمي يعتمد على المعطيات والحكم العقلاني بالأهلية أو عدمها، بل من تصفية حسابات سابقة وقديمة ، وأنا لا أود توضيح وجهة نظري من كلام إنشائي كما يفعل الصحافيون والسياسيون بل كمدون ارقب منذ سنوات الشخصيات الإعلامية السياسية وما يحدث كل يوم في السياسية الأردنية .وهذه فرصة لأكتب أيضا عن الدكتور محمد حتى لو جاء كلامي متأخرا.
أريد أن اقفز عن كل الملاسنات ، ولأقولها بعيدا عن أي مجاملة أن عبدالله أبو رمان مؤهل ليكون وزيرا، وما يملكه لا يقل عن ناصر جودة او نبيل الشريف أو علي العابد أو طاهر العدوان ، فهو إعلامي لبق ومثقف ويدرك مستجدات الحكومة، وله خبرة واسعة في تحليل الشؤون الداخلية، وان اختلفت مع أرائه اليمينية، ولكن هذا فكره ورأيه الخاص، وحسب معلوماتي فهو اصغر كاتب يومي في تاريخ الصحافة الأردنية، وفي مقالاته نلمس ثقافة، متميزة وتبحر في رؤية الدولة وأدوات لغوية مدهشة في إيصال فكرته وتركيب جمله، وهذا مكنه ليكون من كتاب الصفحة الأخيرة في الرأي.وهذا سيؤهله لاستيعاب الأيام الصعبة، وايصال وجهة النظر الحكومية للاعلام.
طبيعيا لا يمكن أصلا وضع وزير اتصال مقرب اليوم للإعلام الأردني الذي توسع وزادت طبقاته بعد أن كنا نتعامل مع طبقتين الصحافة الورقية اليومية الموالية والأسبوعية المعارضة صار لدينا اليوم اعلاميوا الفضائيات والمواقع القوية والأخرى الجديدة والتي تتكاثر بحيث لا يمكن حصرها في قاعة ضخمة، وكذلك السياسيون الكتاب وغيرهم، لذا نحتاج لشخص يوصل فكرة الحكومة ويوصل للحكومة ملخص الطرح الإعلامي .
البخيت في أشهره الصعبة الأخيرة ، يريد من يستوعبه دون أن يبذل الرئيس جهدا في ذلك ، والكيمياء التي تجمع الرئيس مع مستشاره السابق ووزيره الحالي عالية جدا، ويقال أن عبدالله هو عقل البخيت الإعلامي، ولكن إذا اتهم البخيت بوجه الحكومات الخفية وتضيق الحريات فيخشى أن ينفذ هذا أبو رمان الذي انتقل يوما من اليسار المعارض إلى اليمين الموالي .
في القرب من هذه التخوفات كان الشقيق الأصغر محمد يوجه رسالة مبكرة وملخصة إلى شقيقه ينبهه بالا يكون شريكا في صناعة أي قوانين ضبط إعلامي، وان كان في المقالة التي نشرها بعموده شبه اليومي في الغد كانت نصيحة الشقيق الأصغر الذي زاد عمقا في السياسية الداخلية في السنوات الأخيرة ووصل إلى صناع القرار حيث بدا نجم محمد أبو رمان يسطع في أعوام 2007.
الدكتور محمد شاب اثبت نفسه بجدارة ، وليس لمنصب شقيقه أو علاقة بظهوره كما يدعي البعض، ومثله مثل شقيقه صنع طريقه بنفسه وان كان عبدالله أستاذه ومعلمه للسياسية المحلية إلا أن محمد تفوق عليه في قراءة الشارع الذي يناز له أكثر من تمسك عبدالله بجدران الدولة ، ولا اخفي ان عبدالله أبو رمان من الكتاب الاقلاء جدا الذين حرصت ان أرسل له كل مقال وأرسل لي رسالتين فقط أولها كانت نصائح ذهبية حول طريقة كتاباتي واعترف انها طورت من مهاراتي فيما بعد والثانية سألني لما انقطعت عن الكتابة فعدت لأرسل له مقالاتي وهذا يظهر انه يهتم بمتابعة حتى الكتاب الجدد من أمثالي . واحسب انه مطالع جيد للمواقع الأردنية وقارئ من طراز رفيع وهذه تنقص الكثير للأسف من كتاب اليوم الذين يكتفون فقط بتثقيف أنفسهم بمطالعة الصحف والمواقع الإخبارية وهذه تصنع معلومة ولا تبني ثقافة.
أما محمد أبو رمان فهو صاحب فضل كبير علي ، وخبرتي به عميقة وان اختلفت معه يوما باني قلت به سيكون شقيقك عبدالله وزيرا للاتصال والإعلام ، فنفى حصول توقعي ،وصدقت توقعاتي أما في الباقي فقد عرفته منذ صدور صحيفة الغد حيث كانت بداية انطلاقته وقد أتم رساله الماجستير وكتب قبلها في المدونات والصحف الورقية الأسبوعية ، ومكن نفسه في الغد حيث صعد من هناك عبر المقالات المختصة بالجماعات الإسلامية، مستفيدا من تجربته مع الحركة السلفية والإخوان المسلمين قبل تحوله لإسلامي مستقل ، وأكثر ما أفاده دراسته للدكتوراة في مصر مما جمعه مع محللين كبار كضياء الرضوان، ولزمالته مع مدير مكتب الجزيرة ، ياسر ابو هلالة بدا يظهر محمد أبو رمان في قناتي الجزيرة والعربية كمحلل للجماعات الإسلامية، ومع كثرة الكتابة اليومية وتواضعه بدا يكتسب الدكتور خبرة بالشارع الأردني أهلته ليكون كاتبا مقربا للقراء وان حصر نفسه في النخبة من الإعلاميين، إلا انه يعتبر كانسان لين التعامل قريب للقلب ويمتاز كشقيقه عبد الله بوسامة وبشرة بيضاء تعطيهما كريزما محببة.
كما تعمق محمد في الأحزاب والشخصيات السياسية ، مما صنع له علاقات واسعة جدا، واكبت الأحداث السياسية، واختلاط بحذر في الشارع، و حافظ على نهج ليبرالي يشبه المدرسة الأكثر تأثيرا بشخصيته وهي مدرسة اروغان أو ما تسمى بالإسلامية العلمانية. والدكتور محمد مكنني من الكتابة في صحيفة الغد لمدة عامين قبل أن يبعدني موسى برهومة .
الحديث سيطول لو أردت مناقشة الفكر وأدلتي على مؤهل عبدالله أبو رمان كوزير أو محمد أبو رمان كمحلل ولكني وجدت بعجالة على وضع حد للمهاترات الشخصية التي يصر عليها البعض من قبل حسابات شخصية أو فراغ في الطرح ، ولست بمحضر دفاع أو توضيح فكالعادة هي وجهة نظري الخاصة .