قبل الحل وما بعده في الحياة الحزبية!


بعد نقاشات مستفيضة نجحت قيادة حزب التيار الوطني بالخروج من التوصية بحل الحزب فورا والذهاب الى مرحلة ترحيل القرار النهائي الى لحظة تختارها القيادة في ضوء المتغيرات التي تنتج عن مدى استجابة الحكومة لتوجهات الحزب وفقا للسياقات القانونية الصحيحة .
وجاء هذا الترحيل كحل وسط بين الحل الفوري والحل بعد ان يقر القرار من كل مؤسسات الحزب، اولا المكتب التنفيذي وثانيا المجلس المركزي وأخيرا المؤتمر العام صاحب الولاية العامة على القرارات النهائية ووضعت قيادة الحزب في بيان مكثف الاسباب التي دفعتها للشروع بإجراءات الحل للحزب.
والاهم من كل ذلك ترى قيادة الحزب ضرورة الاعتراف بدستورية العمل الحزبي وان الاحزاب شريك سياسي اساسي في الحياة السياسية يجب الدخول في مشاورات معها في القضايا الوطنية والعامة .
نظن وليس كل الظن إثما، أن خطوة حزب التيار الوطني برفع شعار الحل قد حركت المياه الراكدة في الحياة السياسية وجعلت القوى السياسية والاطراف الرسمية تفكر بصوت عال بضروة الخروج من حالة الافاق الضيقة نحو افق يتسع للجميع .
جميعا نتطلع الى اليوم الذي تصبح فيه الاحزاب هي الرافعة للعمل العام عبر ائتلافات حزبية وجبهوية عريضة...
نتمنى ان تسهم الوثيقة الحزبية التي اعلنها حزب التيار الوطني في مؤتمره الصحفي مساء امس بقراءة ناضجة للحياة الحزبية والتحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد والاستفادة من الرسائل النقاشية الملكية في السير قدما نحو الاصلاح السياسي والمشاركة الحزبية لتكون هي الرافعة الوطنية التي نعبر بها المستقبل بعيدا عن المناطقية والجهوية