صرخة لمى الحمود تدوي في "الفساد" و "النواب".. والمخفي أعظم
أخبار البلد - هديل الروابدة
ولا نريد هنا أن نسأل عن عُمر الشياب نفسه أو رئيس الوزراء، أو عن الدماء الجديدة التي أصبح الوزير يتحدث عنها ولا نريد أن نحقق في أعمار المعينين حديثا في الوزارة وكم عمر أصغرهم ، فهذا من شأن بنك الدم وليس وزارة الصحة
نعود للصيدلانية التي تحمل سيرة وطنية ومهنية حافلة بالانجازات والأداء لمى الحمود التي ، نؤمن كما غيرنا بأنها ضحية الحيتان والدنياصورات التي انقرضت في العالم ولم تنقرض في الأردن في مجال شركات الأدوية التي تحالفت عنكبوتيا بشبكتها المتصلة والممتدة وأوقعت الحمود فريسة لهؤلاء الذين "فرموها وقطعوها إربا ومن قَبلها زوجها الدكتور اسماعيل السعدي " على يد وزارة الصحة التي أكملت وأجهزت على الزوجين معا بوصفة واحدة وتركيبة دوائية حكومية مُعدة بامتياز من قبل الحيتان الذين انتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر فاخرجوا الموظفة النزيهة لمى الحمود من كل الوزارة لتترك الساحة لمن يعبث بها .
الحمود التي تحولت الى اسطورة وهي كذلك أما الرأي العام وفي عيون الشرفاء والبسطاء خاصة بعد قرار وزير الصحة الشياب الذي أطلق الرصاصة الأخيرة على سيدة النزاهة والشرف الوظيفي بعد أن أحالها على التقاعد وهي في عز العطاء وأوج الأداء معتقدا أنه قادرا على اسكات صوتها المهلهل والمجلجل ، فالصيدلانية الحمود التي تعرف تركيبة الوزارة مثلما تعرف تركيبة الدواء بحكم خبرة عريضة وتجربة ممتدة ، لم تسكت وتطأطأ بل قالت ما يجب أن يقال وتحدثت للجميع عن ما يجري .
وآخرها لقائها مع رئيس هيئة النزاهة وحديثها بعد أن قدمت التقارير والملفات الداعمة التي يشيب لها الولدان عن حجم التجاوزات والمخالفات في الوزارة والمؤسسات التابعة لها مدعمة ومعززة بالوثالئق والبراهين والأدلة ، والتي تؤكد أن عطاءات الوزارة الدوائية كانت مرتعا على شكل مسرح لحيتان الدواء الذين توغلوا حتى آخر كبسولة في اعماق أجسادنا .
ليس هذا فحسب فـ لمى الحمود أمضت وقتاً طويلاً مع لجنة النزاهة والشفافية وتقصي الحقائق النيابية وهي تقدم براهينها وتناقش اراءها مطالبة بكشف مكامن الفساد ونزع ورقة التوت عن اوراق الفاسدين من الحيتان الذين عبثوا وافسدوا فاتورة الدواء وعطاءات الوزارة المضروبة ... لمى الحمود تحدثت كثيرا وقالت ما لم يستطع أحدا قوله او فعله..تحدثت بلساننا وصوتنا لأنها تملك ضميرا متصلا مع الوطن والمواطن ، لكن من سيلبي النداء ويستجيب لصرخة بنت الوطن الحمود؟!
فجميعنا يعلم كم تحتاج عطاءات الأدوية لأمناء شرفاء مخلصين ، يقفون بحزم وشجاعة أمام حيتان شركات الأدوية التي باتت وللأسف الشديد تهيمن على مقاليد السيطرة في الصحة ، وباتت مثل فرعون لا يجد من يردعه فهل يعقل أن تسيطر شركة واحدة على الوزارة والقرار بها .. تعين وتدير وتمنح وتحكم وتُقاعد في ظل مسؤولين لا يهمهم الا الفاتورة ، صدقت "الحكمة" القائلة : "في اخر الزمان الممسك على الحق كالقابض على الجمر" .. والله والوطن من وراء القصد ...
وللحديث بقية ..