مامور المقسم

مأمور المقسم

 

 عندما تود الاتصال بشركة أو مؤسسة خاصة ، سيجيبك جهاز الرد الآلي أو المقسم الآلي ، ويقوم باعطاءك الأرقام الفرعية للجهة التي تود الاتصال بها .

 

أحيانا قد يقابلك على الجانب الآخر ، صوت انثوي جميل ورقيق ، لتخبرك بعذوبة " كيف بئدر أساعدك " ، بصراحة وقتها قد لا ترغب في انهاء المكالمة ، وقد يتمادى الأمر للحديث في امور شتى ، حتى انك قد تنسى للحظة لماذا انت اتصلت أصلا .

 

كل ذلك يتم في أقل من دقيقتين ، سرعة في الرد ، وسرعة في التلبية والتحويل للقسم الذي تريده .

 

بينما الوضع مختلف فيما اذا وددت الاتصال بجهة أو مؤسسة حكومية ....

 

قد ينتهي الدوام الرسمي وانت في انتظار من يجيبك حتى ، هذا لو وجدت المقسم متاح وليس مشغولا لوقت أطول من ظل صاحب الظل الطويل .

 

قد يشيب الشعر ويرتفع الضغط ويزداد منسوب السكر في الدم ، وتصبح من غير شر عرضة لحالات الاصابة بالجلطة ، وبعد كل ذلك ، يجيبك مأمور المقسم ، أما وهو يأكل واما وهو نائم ، او يجيبك بأسلوب عصبي وفوقي ، احدى المرات قمت بالاتصال باحدى الوزارات ، ولأسلوب مأمور المقسم ، ظننت نفسي أتحدث مع الوزير ، فسألته : مين معاي معالي الوزير ، اجابني لأ انا ابراهيم .

 

بصراحة .. على الحكومة ان تعقد دورات لمأموري المقاسم في فن الاتكيت والتعامل ، فظني ان ماموري المقاسم هم واجهة الدائرة الحكومية المخفية خلف التلفونات ، فنحن عندما نتصل ليس بداعي طق الحنك ، ولا يهمني اسم المامور سواء كان ابراهيم ام شعبان . واتصالنا حق لنا كون هذه الهواتف خصصت من اجلنا ولصالحنا .

 

الأمر الآخر ، المناداة بالاصلاح ، تتطلب اصلاح الداخل ، فاذا كانت الحكومة بكافة دوائرها ومؤسساتها ووزراراتها جادة في عملية الاصلاح ، فعليها ان تبدأ بنفسها ، وهذه دعوة مني لكل مسؤول – كلا في منصبه – أن يحاول الاتصال على هاتف الجهة التي يرأسها ويرى بأم عينه وبأم اذنه ، حجم المعاناة التي يعانيها المتصل الذي لا يتصل للاطمئنان على صحة معالي ابراهيم .

 

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com