كيم اون روحاني أم ترامب


يمكن بسهولة فهم موقف الرئيس الأمريكي من عدائه الصارخ لايران انطلاقا من كونه الآن اكبر داعم للكيان الاسرائيلي، ويرى فيها الخطر الوحيد المتبقي عليه وانه بالتالي يجب انهاء قوتها، والغاء ما تشكله من خطر وذلك بطبيعة الحال بعد زوال المخاطر العربية بمجملها، بما في ذلك خطر الثورة الفلسطينية. ويمكن ايضا مشاهدة افتعاله الاختلاف والخروج عن المألوف ليظهر مميزا ومختلفا وليس مجنونا كما يروج او يظن البعض، والرجل على ما هو عليه الان يشعر بكل القوة ولا يرى ما يهدده ابدا بما في ذلك كيم جونغ اون.
في المقابل لا تقف ايران مكتوفة الايدي وهي تراقب تهديدات ترامب وانما تتقدم بالرد باكثر مما يهدد به، وقد افصح الرئيس الايراني حسن روحاني امس صراحة ومباشرة بإن طهران ستستمر في تطوير قوتها الصاروخية دون ان يخفي استعداد بلاده لكافة الاحتمالات، وقبل ذلك اعلنت طهران انه في حال قررت واشنطن الغاء الاتفاقية النووية وفرض عقوبات او شن حرب، فانه ينبغي عليها ان تدرك ان اقرب قاعدة عسكرية امريكية يجب ان تكون بعيدة عن حدودها 2000 كم، والاشارة المتحدية لا تحتاج لتفسير. وفي المشهد الامريكي الايراني الان ما يثير الرعب من اندلاع حرب ليست محسومة النتائج طالما ايران على قوة اعلنتها وامريكا ترامب لا تريد ان تظهر ابدا كعاجزة او مستسلمة كما يقول ترامب حينما وصف الاتفاق النووي مع طهران.
في سياق اخر وقريب بذات الوقت يواجه ترامب تجارب كوريا الشمالية ويرى فيها تحديا شخصيا، وهو يذهب في الوصف والموقف الى وسائل التواصل مغردا ليرد عليه بذات الوسيلة كيم اون بما هو اشد خاصة فيما تعلق بمن الاكثر جنونا من الاخر.
اذن هما ايران وكوريا الشمالية دون غيرهما على هذه الدرجة من الاستعداد لمواجهة القوة العظمى، واللافت ان دولا عظمى اخرى لا تهتم كثيرا لما تقف عليه طهران او بيونغ يانغ، ولو ارادت الصين او روسيا مواجهات كما يفعل ترامب لفعلتا اذ لديهما ربما افضل مما لدى ترامب، لكن الفرق الوحيد هو انهما لا تداران من لوبيات يهودية صهيونية كما يحصل في واشنطن.