مجزرة الأقصى في 8/10/1990 تثبت طبيعة الدولة العبرية التلمودية والاستعمارية
مجزرة الأقصى في 8/10/1990 تثبت طبيعة الدولة العبرية الصهيونية التلمودية والاستعمارية
اعتباراً من هذا الشهر سوف أتناول الحديث عن أبشع المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية والجيش الصهيوني الباغي في كل شهر من أشهر السنة حيث سأتناول المجزرة الأولى التي حصلت في المسجد الأقصى بتاريخ 8/10/1990 والتي راح ضحيتها جراء اعتداء مختلف الأجهزة الأمنية الصهيونية " شرطة وجيش ومخابرات وحرس حدود ومغتصبين إرهابيين " وباستخدام الرصاص الحي حيث ارتقى إلى العلا " 35 " شهيداً وإصابة أكثر من " 800 " مقدسي بجروح مختلفة واعتقال " 25" آخرين .
ووفق وكالات الأنباء العالمية والصحف وشهود العيان ومنظمة بتسليم فإن هذه المجزرة البشعة كان مخطط ومعد لها بإحكام ومبيتة النوايا من قبل مختلف الأجهزة الأمنية والرسمية لسلطات الاحتلال الصهيوني ، حيث قامت قوات كبيرة من جيش العدو يساندها " حرس الحدود " والمخابرات ، وعصابات المغتصبين الصهاينة المسلحين ، بمحاصرة مدينة " القدس " و " المسجد الأقصى " الشريف ، واقتحام باحاته واقترفوا مجزرة عنيفة حيث تم التمهيد لها بدفع متطرفين صهاينة لوضع حجر الأساس لـ " الهيكل " الثالث المزعوم في ساحة المسجد فهب أهالي المدينة المقدسة لمواجهة هذا العمل الاستفزازي الجبان في سبيل منع هؤلاء من تنفيذ مخططهم دفاعاً عن المسجد المبارك ، واشتبكوا مع عصابة ما يسمى " أمناء جبل الهيكل " ، ولم تمض لحظات حتى تدفقت قوات كبيرة من جيش العدو و " حرس الحدود " والشرطة التي كانت قد رسم قادتها الخطة المسبقة للمواجهة فحضروا بكثافة هائلة ، وبدأوا بإطلاق النار بكثافة من كل حدب وصوب باتجاه المصلين من المواطنين الفلسطينيين نساء وأطفالاً وشيوخاً وشباباً وشابات فارتقى إلى العلى بالرصاص الحي قرابة "35" شهيداً فيما أصيب ما يربو على "800" مواطن مقدسي بجراح ، واعتقل أكثر من 250" آخرين .. جنود الاحتلال الذين شاركوا بشكل مباشر في تنفيذ هذه المجزرة بلغ عددهم نحو الـ "100" .
حيث كان المسؤولون عن تنفيذها كل من : "غرشونسلامون" : زعيم منظمة "أمناء جبل الهيكل" الإرهابية و"آرييه بيبي" : قائد شرطة القدس (آنذاك) و " إسحاق رابين " - وزير حرب العدو الصهيوني " آنذاك " و "إسحاق شامير " - رئيس وزراء العدو الصهيوني " آنذاك.
فايز دويك (شاهد عيان) ساعة وقوع المجزرة وصف ما جرى بالقول : «كنا نجلس في حلقات نستمع إلى الخطب، وتقوم بتهدئة العواطف عندما ألقيت قنابل الغاز على النساء المحتشدات في ساحة الصخرة المشرفة حوالي الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة مؤكداً أن الشبان العرب لم يرموا الحجارة إلا بعد هجوم قوات الشرطة وحرس الحدود عليهم. ولما ارتفعت أصوات النساء المتواجدات في الجهة الجنوبية الشرقية من صحن الصخرة المشرفة بسبب إلقاء الجنود قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم ارتفع صوت التكبير وتوجه المصلون نحو النساء. وعلى الفور ألقى الجيش الصهيوني القنابل وفتح النيران على جموع المصلين العزل داخل الحرم الشريف، ومن مروحية كانت تحلق في سماء ساحة المسجد الأقصى. فرد المصلون بقذف الجيش الصهيوني الوحشي والجبان بالحجارة الذين فتحوا نيران أسلحتهم على المصلين، واعتقلوا الكثير منهم وعرقلوا نقل الجرحى بإطلاق النار على الأطباء والممرضات والممرضين وأعاقوا إخلاء الجرحى، مما أدى إلى وفاة عدد منهم. وبلغ عدد ضحايا مجزرة القوات الإسرائيلية داخل ساحة المسجد الأقصى المبارك (35) من المصلين الفلسطينيين و300 جريح وفق قوله. ووصفت وكالة فرانس برس الجريمة قائلة: «غطت الدماء مساحة المائتي متر بين مسجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى. لقد سالت الدماء في كل مكان على الأدراج الواسعة وعلى أبواب المسجدين ورسمت على حيطان المسجدين خطوطاً طويلة قانية نزفتها أياد مدماة. »
وفي محاولة من الحكومة الصهيونية لتبرير ما حصل فقد أعلنت أن تنظيماً إسلامياً متطرفاً هو الذي خطط للقيام بأعمال الشغب وإن ما حدث لا علاقة له بمحاولة أمناء الهيكل الدخول إلى منطقة الحرم .
فيما أعلن رئيس وزراء العدو اشحق شامير أن جنود جيشه كانوا يقومون بواجبهم، فيما اعتبر وزير الأديان الصهيوني أن رشق الحجارة على المصلين اليهود يعتبر عملاً خطيراً جداً يقتضي رد فعل غير عادي، وذلك لتبرئة مرتكبي المجزرة من دم المصلين المسلمين الأبرياء.
ووصل الكذب الصهيوني بوزير الشرطة الصهيونية دون ميلو حداً قال فيه: «إنهم اضطروا لاستخدام الرصاص الحي بعد أن هددت أرواح المصلين اليهود بالخطر وأن العرب خططوا لمهاجمة المصلين اليهود مسبقا » .
مجلس الأمن الدول أدان بالإجماع مجزرة المسجد الأقصى في القرار رقم 672 تاريخ 13/ 10/ 1990 ورحب بإيفاد الأمين العام للأمم المتحدة بعثة إلى المناطق المحتلة.
وأعلنت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنه «مصدوم وحزين جداً” بعد الأحداث الدامية في القدس وأعرب عن صدمته وحزنه الشديد لحمام الدم هذا ولما يبدو إسرافاً في استخدام القوة من قبل السلطات الصهيونية. الدولة العبرية تجاهلت كعادتها قرارات مجلس الأمن التي تدين ممارستها للإرهاب والإبادة والعنصرية والاستعمار الاستيطاني كسياسة رسمية وأعربت عن استهزائها بالقرارات وبالأمم المتحدة. وحمَّل الفلسطينيون سلطات الاحتلال المسؤولية عن هذه المجزرة البشعة التي وقعت في أقدس وأقدم المساجد الإسلامية في العالم.
هذه المجزرة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فقد سبقها وحصلت بعدها مجازر اكثر وأشد بشاعة وهذا هو سجل تاريخ الإرهاب اليهودي المليء بسفك الدماء في فلسطين، إلاَّ أنها تكتسب خطورة بالغة لوقوعها داخل ساحة المسجد الأقصى وفي العقد الأخير من القرن العشرين، وبالتالي تشير إلى التصميم اليهودي لتدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه.وجاءت مجزرة المسجد الأقصى لتثبت بجلاء طبيعة الدولة الصهيونية التوراتية والتلمودية والاستعمارية والإرهابية والقائمة على جعل الإبادة والإرهاب والعنصرية والاستعمار الاستيطاني إلى مرتبة القداسة الدينية وإلى سياسة رسمية للحكومة الصهيونية يدعمها المجتمع الصهيوني والماسونية المتهودة العالمية والولايات المتحدة الأميركية.
Abuzaher_2006@yahoo.com