تفكيك أضخم عصابة سرقة سيارات في المملكة


اخبار البلد- فكك البحث الجنائي في مديرية الأمن العام فجر أمس، إحدى أضخم عصابات سرقة المركبات في المملكة، بمنطقة اللبن، شرقي العاصمة عمان، بعد مداهمة جرت بالاشتراك مع قوات الدرك، تخللها تعرض القوة الأمنية لنيران أسلحة أوتوماتيكية، لكن من دون إصابات.
وانتهت المداهمة بالقبض على 18 شخصا، وضبط 24 مركبة مسروقة، معمم عنها، وفق ما ذكرت مصادر أمنية.
وقال المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام، إن حملة المداهمة والتفتيش استهدفت عددا من الأشخاص المتورطين، في قضايا المخدرات والأسلحة، وسرقة السيارات في إحدى مناطق جنوب شرق العاصمة عمان".
وكان مدير الأمن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي، أكد في تصريح صحافي سابق لـ "الغد" أنه لن يكون هناك "بؤر ساخنة" في المملكة، وذلك بعد استشهاد اثنين من كادر مكافحة المخدرات في إحدى مناطق المفرق، عند محاولتهما القبض على أحد تجار المخدرات.
وكانت هذه البؤر تعرضت للاستئصال قبل قرابة العامين، قبل ان تعود للنمو لأسباب مختلفة، لتمارس نشاطها الإجرامي من جديد، وتحديدا بعد خروج عدد من المتورطين فيها من السجن.  وحسب تصريح الامن العام، فقد تعاملت قوات الأمن العام والدرك بـ "أعلى درجات المهنية والاحتراف، مؤديةً واجبها بكل انضباط، واضعين سلامة السكان المجاورين أولوية لهم أثناء تعرضهم لإطلاق العيارات النارية، ما كلل العملية بالنجاح من دون وقوع إصابات من أي طرف كان، وإلقاء القبض على جميع المطلوبين".
 وأشار إلى أن خطة عملياتية ميدانية محكمة أعدت ونفذت بشكل دقيق، بالاشتراك بين وحدات الأمن العام ومجموعات قوات الدرك المتخصصة، وأن هذه الخطة بنيت على كم كبير من المعلومات الاستخبارية الدقيقة لعدة شهور من المراقبة والتتبع لتحديد هوية الأشخاص المطلوبين، وأماكنهم وأماكن إخفاء المسروقات والمضبوطات.
وأكد المكتب الإعلامي أن العنصر الأهم في تنفيذ هذه الخطة هو التعاون وسعة الصدر من قبل المواطنين، أهالي تلك المنطقة من جهة، بنبذهم لأفعال أولئك المجرمين الخارجين عن القانون ورفضهم لها، ووقوفهم ومساندتهم لمنفذي القانون من رجال الأمن العام والدرك، ما سهل عليهم أداء واجبهم، وايضا من جهة المجني عليهم أصحاب السيارات المسروقة، الذين وثقوا بقدرة الأجهزة الأمنية على استعادتها ولم يرضخوا لابتزاز أولئك الأشخاص الذين فاوضوهم على استعادة مركباتهم مقابل مبالغ مالية، وبقصد الاحتيال عليهم.
وكانت جرائم سرقة السيارات، التي تم ضبطها وقعت في عدة مدن في المملكة، بطرق المغافلة أو المفاتيح المقلدة، وبطرق أخرى، حيث يتم إخفاء العديد من هذه المسروقات في منطقة جنوب شرق العاصمة عمان، لدى أحد الأشخاص، الذي يعمل على الاتصال بصاحب المركبة، وابتزازه لتسليمه مركبته مقابل مبالغ مالية، وتكون هذه العملية في معظم الأحيان احتيالية، للإيقاع بالضحية مرة أخرى، واستدراجه نحو مزيد من الخسائر المالية، لاسترداد ما يملك أصلا، في حين تكون المركبة قد بيعت بطرق غير قانونية أو يتم استردادها وهي بحالة مزرية.
واعترف المتهمون اثناء التحقيق معهم امس بسرقة اربع سيارات وحافلة ركاب ودراجة نارية، حيث قام فريق من البحث الجنائي بمداهمة مخبأ اخر، وتم ضبط هذه المسروقات، تمهيدا لإعادتها لاصحابها.
وقال المكتب الإعلامي انه تم إلقاء القبض على الشخص الموجه والمخطط لأغلب تلك الجرائم، كما تم ضبط كميات من المخدرات والأسلحة، إضافة لاسترداد 24 سيارة مسروقة، ستسلم لأصحابها، فضلا عن أعداد من رؤوس المواشي ومسروقات مختلفة، وسيتم إحالة سائر المتورطين إلى القضاء المختص.
وكانت مصادر مطلعة أكدت لـ "الغد" أن هناك أشخاصا يقومون بسرقة المركبات وبيعها لهذه العصابات، بمبالغ مالية تصل إلى 300 دينار في الحد الأعلى، حيث يتمترس أفراد تلك العصابات في حوالي تسع مناطق في المملكة، ثم يتولى أحد أفرادها الاتصال بصاحب المركبة واستدراجه لإعادة شراء مركبته، بمبلغ قد يصل أحيانا إلى خمسة آلاف دينار، وذلك بعد أن تقوم ورشة ميكانيكية تابعة للعصابة بإزالة الإضافات والقطع والإكسسوارات الموجودة على المركبة.
وكانت "الغد" أول من فتح ملف البؤر الساخنة في مثل تلك المناطق، وما تثيره من حالة رعب وهلع يتعرض لها المواطن، وتحديدا أصحاب مركبات "الدبل كبين" الحديثة جدا، عندما يخضعون للابتزاز والتهديد من تلك العصابات أثناء محاولتهم استعادة مركباتهم المسروقة. ويروي أحد المواطنين لـ "الغد" أن مركبته تعرضت قبل أسابيع للسرقة، وهي حديثة جدا، من أمام منزله في عمان، ليكتشف لاحقا ان المركبة موجودة في اللبن، وأن أحد أصدقائه، الذي سبق وان سرقت مركبته، عثر عليها في تلك المنطقة، وقد دفع مبلغا من المال حتى تمكن من استعادتها.
ويقول خالد عبد الله، إنه بعد اتصال مع أحد افراد تلك العصابة، سأله ان كان أبلغ الشرطة عن سرقة المركبة، وعند إجابته بالنفي، أكد له أنه كاذب، وان المركبة معمم عنها، ثم طلب منه مبلغ 5 آلاف دينار، حتى يستعيد مركبته، وفي حال حضوره فإنه إذا ما تبين أنه يرتب لكمين ضدهم فيتم قتله هو ورجال الشرطة، كما يهددونه بحرق منزله وقتل أطفاله.
ويضيف انه توجه إلى منطقة اللبن، قبل ان يتم اقتياده من اشخاص مسافة قاربت 15 كيلو مترا من منطقة اللبن، في ظروف تثير الرعب والهلع بالنفوس، وصل نهايتها إلى أحد القصور الفارهة، والذي كان يتمترس صاحبه، بعدد من المسلحين وكاميرات المراقبة، حيث طلبوا منه إغلاق هاتفه الخلوي، وخضع لتفتيش دقيق، ثم دفع مبلغا من المال، بعد مفاصلة وأعطوه مركبته، حيث تبين انه أزيلت عنها سائر الإضافات والعديد من القطع، وهي بحاجة لإصلاح حاليا، تصل كلفته إلى 10 آلاف دينار، ناهيك عن التهديد والوعيد في حال إبلاغ الشرطة.