صور وأشرطة فيديو!


لا يمرّ يوم دون أن نُصدم بصورة أو شريط فيديو يؤشّر إلى أنّنا لم نعد نعيش في بلدنا الأردن الذي نعرفه، وأقتطف من الأسبوع الماضي مشاهد: قائدة الدبكة اللبنانية التي احتلت منصباً مهماً، ثمّ شباب من جهاز أمني يتوحّشون على دكتور جامعي، وشريط يارا الغزاوي حول معاناتها وأهلها مع بنك ومؤسسة حكومية، ويافطات أردنية تحتل مساحات كبيرة على جوانب الطرق اللبنانية تقول: مشان الله!
وهناك أكثر من ذلك بكثير، وخلال أسبوع واحد فقط، فما بالنا لو نعدّها خلال سنة كاملة، ولكنّنا نتأمّل الوضع الذي وصلنا إليه في الأمثلة السابقة، من غياب الشفافية في التعيينات، والردع المسبق في أجهزة يُفترض أنّها تسهر على راحتنا، وضياع حقوق المواطنين بين الدوائر والمؤسسات، وأخيراً وليس آخراً: الغباء في ترويج الأردن.
وهناك من الصور والشرائط الحقيقية ما يُتابع، وغيرها ما يمرّ مرور الكرام، فإذا تحقّق انتشار كبير نجد الدوائر والمؤسسات تستنفر لتصويب الأمر، أو للردّ المقنع أو غير المقنع، وهذا لا يكفي فالضروري هو معالجة أصل الخلل لا حبّة أسبرين فحسب.
مثلاً، بعد تحقيقه مشاهدات قياسية، نقرأ أنّ وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتطوير القطاع العام قررت إحالة شريط الزميلة يارا الغزاوي إلى لجنة لدراسته، والربط الفوري بين الدوائر الحكومية، ونتساءل هنا: هل يمكن أن يصلح العطار ما أفسده الدهر بين ليلة وضحاها؟