المعادلة الأردنية المستحيلة


أشار تقرير في الزميلة "الغد” إلى دراسة للبنك الدولي تؤكد أنّ الأسر الاردنية من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة تنفق على أنواع التدخين أكثر ممّا تنفق على التعليم سنوياً، وهذا ما لا يمكن تفسيره بسهولة.
على أنّ الأمر الذي يمكن فهمه هذه الأيام، وتدور حوله أحاديث كلّ المجالس، هو تقلّص الطبقة الوسطى لصالح توسّع الطبقة الفقيرة، فغلاء الأسعار المتواصل في كلّ شيء يسحب البساط من تحت أرجل الغالبية الغالبة من الأردنيين لينضمّوا إلى طابور الفقراء الطويل.
ومقابل غلاء الأسعار لا نسمع عن زيادات في الرواتب، بل عن تسريحات من العمل، ممّا يعني ارتفاع نسبة البطالة، ولا يمرّ يوم لا نسمع فيه عن قرض جديد وقّعت عليه الحكومة مع طرف خارجي أو داخلي، ممّا يعني ارتفاع متواصل للمديونية.
المعادلة الأردنية في العيش صعبة الفهم، ومثلاً، فمقابل ارتفاع البطالة يشهد سوق العمالة من الاشقاء العرب في البلاد رواجاً متواصلاً، ويبقى أنّ كلّ هذه التناقضات غير المفهومة لا تبشّر بخير، بل تُقدّم لنا إنذاراً لما لا يُحمد عُقباه.