الحسين يستنهض إرادة التفاؤل في مواجهة رؤية التشاؤم


يتعاظم اليقين يوميا ان لدى الامير الحسين برنامجا مغايرا للمألوف، فالامير الشاب تحدث بلسان الضمير الشبابي العالمي في الامم المتحدة رغم ان الكلمة باسم الاردن، حيث قدم الحسين الثاني - كما احب ان اسميه –في كلمته نهجا جديدا للمعاضة الكونية وكان هو معارضا كونيا بامتياز، ان جاز التعبير، في كلمته في المحفل الكوني، وتحدث بلغة صارمة عن غياب العدالة وتقليص فرص التفاؤل لأجيال شابة في المنطقة العربية ودفعها نحو التطرف بالعجز عن تلبية امانيها وتحقيق طموحات هذا الجيل في الريادية من الاعمال والتمكين بكل اشكاله .
الثلاثاء كان الامير الشاب على تخوم حلم الشباب الاردني بزيارته الى وزارة الشباب السيادية طموحا والمقصاة نسبيا في الاجراءات الرسمية والتصنيف الحكومي، فالمعارضة الكونية تحتاج الى نموذج محلي قابل للتطبيق والحديث الى الكون يحتاج الى نموذج اجرائي يكون محل احترام ومصدر الهام، وهو انحاز الى النسبة الكبرى من الاردنيين ليس بحكم الفئة العمرية فقط بل بحكم الانحياز الى المستقبل وضرورة رسمه بريشة واعية، فالعمل الشبابي ما زال يراوح مكانه والتطبيقات الفعلية لاستيعاب الشباب في عقل الدولة ووجدانها ما زالت تتعامل بادوات مكرورة ومنتهية الصلاحية.
فالواقع الشبابي مشرذم رغم لافتة الوزارة العامة، فهناك هيئة شبابية مستقلة وهناك مراكز تابعة للوزارة وهناك جمعيات شبابية دينية واخرى مدنية وثالثة حزبية، ولا يوجد مظلة جامعة حتى اللحظة، وليس انحيازا للامير وان كنت لا انكره، فانني ارى ان اول خطوة في طريق رسم الاستراتيجية الوطنية للعمل الشبابي هو توحيد المظلة الجامعة للعمل الشبابي على قاعدة نظرية تعتمد منهج المركز والاطراف، من خلال مجلس وطني اعلى للشباب يكون برئاسة الامير الحسين ويكون وزير الشباب امينه العام، وهذا المركز، اما الاطراف ولا اعني المحافظات او الدلالة الجغرافية، فتكون منظمات وجمعيات العمل الشبابي الحزبية منها والأهلية، فالمركز ينجز الاستراتيجية ويضع الاهداف من خلال الهيئة العامة للمجلس الشبابي الاعلى ثم تقوم كل منظمة اهلية او حزبية او دينية بتنفيذ هذه الاستراتيجية .
الهيئة العامة للمجلس الشبابي الوطني تكون من الجهات الرسمية والاهلية والحزبية وبرئاسة الامير الاقرب الى نبض هذا الجيل والاكثر دراية بحاجاته وهمومه واماله، ومتوافر لهذا المجلس البنية التحتية اللازمة سواء من مراكز الشباب المنتشرة في كل المحافظات او من خلال مقار هيئة شباب كلنا الاردن وتكون موازنته معتمدة على الدعم الحكومي والشراكة مع القطاع الخاص للبرامج التشغيلية او البرامج الثقافية والتقويمية السلوكية، فمحاربة التطرف تحتاج الى ادوات جديدة يصنعها الجيل الشاب الخبير في العالم الافتراضي وقواعد التواصل من خلال شبكته العنكبوتية، وآفة المخدرات تحتاج الى مواجهة صارمة ولكن بوعي اعمق واساليب اكثر حداثة من الاساليب الممجوجة حاليا .
وكخطوة اجرائية فانني اقترح ان يعقد مؤتمر عام للشباب الاردني، تكون العضوية فيه من المنظمات الشبابية الحزبية ومن الشباب في الهيئات الادارية للاندية والنقابات المهنية والعمالية والمجالس المحلية والبلديات ومجلسي النواب والاعيان، ثم يطلق هذا المؤتمر قاطرة العمل الشبابي مسنودا بمظلته الجامعة ولجانه التنفيذية المنبثقة من المؤتمر حتى يكون العمل شموليا وغير مجتزأ وغير مفروض من اعلى، فهذا الجيل يمتلك عقله وامكاناته ويجب علينا توفير الفضاء الحيوي لكي يطلق الشباب طاقته ويعبر عن امكاناته بوعي وبارادة مستقلة .
خلال اقل من شهر ينجح الامير الشاب في تطبيق رسالته الى العالم على ارض الواقع، فالشباب يعيش اليوم حالة من التشاؤم في الرؤية وهذه لا نتغلب عليها الا بارادة التفاؤل، وهذا ما فعله الامير الشاب وعلينا أن نسنده .
omarkallab@yahoo.com