-1-

هؤلاء " فورمال " الثقافة الحديثة يفهمون من الشعر الجاهلي ما يقوله امرؤ القيس حندج بن قيس الكندي ،

" وجيدٍ كجيد الرِّئمِ ليس بفاحش

  إذا هي نصَّتهُ ولا بمُعَطَّلِ ":

فيرفعون أعناقهم مع كل تشكييل وزاري ، تطاول أعناقهم الرؤوس المنتظرة بتواضع ان تطالها التشكية الوزارية كما طالت ذات يوم بتواضع عدنان بدرا رئاسة وزارة كانت على طريقة ياسين بقوش عريس الغفلة..!!!

يرفعون اعناقهم عنوة ويهرّبون ويسربون لأصدقائهم  في الإعلام مع كل إعلان او همهمة  وزارة أسماءهم في قائمة المرشحين..!!

في كل وزارة يحرص " الفورمالان!!" الثقافيان جريس سماوي وعبدالله ابو رمان على مد أعناقهم عسى الرئيس المكلف يرضخ للراي العام الذي يطالب بهما لانقاذ أزمة البلد التي ترواح مكانها او توغل في النزول..!!

في حكومتين متناقضتين ، يخرج رموز الثقافة المعاصرة ، ليس على طريقة " الكاجول" المودرن بل الكلاسيكيات " الشابة " التي كانت كفيلة بالإطاحة بشيوخ الثقافة  الذين بدأؤا لتجميل وجه حكومة البخيت ، طارق مصاروة وطاهر العدوان ، حتى لو كان الأول يلبس تي شيرت اصفر والأخر يلبس قميصا مشجرا يتجاوز الحقبة الزمنية ، فقد خرج الشيوخ وجاء الكهول ، والكهول بمعناها العربي الفصيح الذي يفهمه جريس وابو رمان..!!

الى كل الاصدقاء من الذين يطمحون ذات يوم بتقاعد وزير فان الوصول لدفة الوزارة في الأردن بسياسة مد الأعناق وتهريب الأسماء الى الإعلام سياسة ناجحة ، أخر المطاف ستنعكف سنارة الوزارة رغم الظروف..!!

في الشعر العربي يتباهون بالأعناق الطويلة ، أهم معايير الجمال الذي يخطف الالباب ، وتشرئب له الاعناق القصيرة ، وتجحض له عيون الجاثمين ، وتبلغ من اجله القلوب الحناجر ، جمالا وذوقا وريبة ، وفي الشقيقة السعودية كانوا يسمون " دلة " القهوة " الكشخة" بدلة نوال ، ونوال بعد التمحيص والتدقيق والتنقيب والتنقيح هي ذاتها المطربة الخليجية العتيقة نوال ذات العنق الطويلة التي تتعالى في أي حفلة لنجوم الخليج على بقية الفنانين بمد عنقها الطويلة..!!

في الأدب العربي والفراسة ، صاحب العنق الطويلة جبان لكن صاحبتها من النساء جميلة ، وصاحب العنق القصيرة الذي يعود بلا رقبة إذا استكرش فهو ماكر وخير الأعناق الوسط..!!

ينتمى مثلي أكثر الأردنيين الى الأعناق الوسطى ، مما يفتح المجال أمام فئة قليلة مؤهلة لتسلم الوزارات على المدى المنظور في المائة عام القادمة على امل تتغير الجينات بعد ذلك ..!!

ولا أزيد..!!